للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الملقّب بالعادل (١)، الوزير. فسعد بها وعلا شأنه.

وشبّ عبّاس فقدّمه الخليفة الحافظ لدين لله وجعله صاحب الباب.

فلمّا مات الحافظ في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة واستخلف من بعده ابنه أبو المنصور إسماعيل الظافر بأمر الله (٢)، خلع على [نجم الدين سليمان بن محمد] بن مصال وأقامه في الوزارة. [ف] سخط ذلك المظفّر عليّ بن السلّار، وهو يومئذ وإلى الغربيّة (٣). وسار فرافقه عبّاس وتوجّه معه إلى القاهرة واستقرّ في وزارة الظافر. فخرج عبّاس بعسكر إلى محاربة الوزير نجم الدين سليمان بن مصال إلى دلاص (٤)، وقاتل ابن مصال حتّى هزم من معه وحرق جامع دلاص وقد امتنع به قوم من لواته وكثير من السودان حتّى أتلفهم، وأسر ابن مصال وقتله وحمل رأسه، ودخل إلى القاهرة، وولده نصر بن عبّاس يحمل الرأس على رمح.

وأقام بالقاهرة ونعت ب «ركن الإسلام» إلى أن قوي الإفرنج ونازلوا عسقلان في البرّ والبحر.

فجهّز العادل ابن السلّار العساكر وسيّرها مع ركن الإسلام عبّاس. فخرج ومعه من الأمراء ملهم والضرغام وأسامة بن منقذ (٥) في عدّة.

وكان أسامة خصيصا بعبّاس. فحسّن له، وقد نزلوا على بلبيس، أن يعمل في أخذ الوزارة من

العادل بأن يبعث ابنه ناصر الدين نصر بن عبّاس إلى القاهرة ليتحدّث مع الظافر في ذلك، فوافق هذا غرض عبّاس. وبعث ابنه فكان من قتله العادل ما قد ذكر في ترجمته (١*).

فكتب الظافر إلى عبّاس فحضر من بلبيس وتقلّد وزارة مصر بعد زوج أمّه العادل عليّ بن السلّار في يوم الجمعة سابع المحرّم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة [ ... ] والأتراك قد استوحشوا من قتل ابن السلّار، فلم يجد سبيلا إلى تلافي أمرهم. وخرجوا يدا واحدة إلى دمشق وبطل مسير العساكر إلى عسقلان. فسرّ الفرنج ما وقع بالقاهرة وقالوا لأهل عسقلان، وهم على حصارهم [٢١ ب]: إنّ سلطانكم قد قتله ابنه، فأنتم لمن تقاتلون؟ ففترت عزائمهم عن القتال إلى أن أخذ الفرنج عسقلان.

واستبدّ عبّاس بأمر الدولة وضبط الأمور وأكرم الأجناد، وأحسن إلى الأمراء إلى أن قتل ابنه نصر بن عبّاس الظافر. فصعد العبّاس إلى القصر يوم الخميس على العادة وجلس في مقطع الوزارة ينتظر الخليفة الظافر حتى طال جلوسه فاستدعى بمفلح زمام القصر وقال له: إن كان لمولانا شغل عدنا إليه في الغد.

فمضى الزمام وهو حائر، وأعلم أخوي الظافر يوسف وجبريل بالقصّة، فما شكّا في قتل الظافر، فعاد إليه. وكان من إقامته عيسى ابن الظافر ونعته ب «الفائز» ما ذكر في خبره (٢*). فظنّ أنّ الأمر قد استقام له، فأتاه ما لم يحتسبه، وأخذ أهل القصر في إعمال الحيلة عليه، فاختلف عليه الأمراء والسودان ونافروه لما اشتهر من قتل ابنه نصر بن


(١) العادل عليّ بن السلّار الكرديّ: انظر الوفيات ٣/ ٤١٦ وأعلام النبلاء، ٢٠/ ٢٨١ (١٨٩).
(٢) الظافر العبيديّ (٥٤٤ - ٥٤٩)، له ترجمة في المقفّى:
رقم ٧٧٣.
(٣) في ابن ميّسر، ٩٠ - ٩٥: والي الإسكندريّة.
(٤) دلاص: على غربيّ النيل بصعيد مصر معدودة في كورة البهنسي (ياقوت).
(٥) أسامة بن منقذ (ت ٥٨٤): له ترجمة في المقفّى: رقم ٧١١.
(١*) ترجمة العادل ابن السلّار مفقودة. والقاتل هو نصر «قتله غيلة على فراشه».
(٢*) ترجمة الفائز كذلك ساقطة من المقفّى.

<<  <  ج: ص:  >  >>