للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تدري أيّ الناس أشقى؟ صاحب الناقة، والذي يخضب هذه من هذه- وأشار إلى اللحية والرأس.

وكان عليّ يقول: ما يحبس أشقاها!

فيقولون له: لا والله، لا يقتلك أحد إلّا أبدنا عترته؟ (١)

فقال: أذكر الله مؤمنا أن [لا] يقتل بي إلّا قاتلي.

وقال المعلّى بن زياد عن بعض أصحابه قال:

جاء عبد الرحمن بن ملجم [٣٢ ب] إلى عليّ يستحمله، قال: احملني يا أمير المؤمنين!

فنظر إليه علي، فقال: من أنت؟

قال: أنا عبد الرحمن بن ملجم المرادي.

قال: أنت عبد الرحمن بن ملجم؟

قال: نعم.

قال: أأنت عبد الرحمن بن ملجم المرادي؟

قال: نعم.

قال: أنت عبد الرحمن بن ملجم المرادي؟

قال: نعم.

قال: يا عزوان، احمله على الأشقر.

(قال: ) فجيء به فدفع إليه فأخذ بعنانه فجعل يقوده. فلمّا مضى نظر إليه عليّ فقال (الوافر):

أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد (٢)

وكان سبب قتل ابن ملجم عليّا رضي الله عنه أنّه اجتمع هو والبرك بن عبد الله التميمي الصريمي- واسمه الحجّاج- ومعهما عمرو بن بكير التميميّ السعدي بمكّة فتذاكروا أهل النهروان الذين


(١) في المخطوط: أبدنا. وفي أسد الغابة ٤/ ١١٦: اهلكنا.
لذلك اخترنا قراءة: أبدنا.
(٢) هذا البيت والأبيات التي تليه، في الأغاني ١٠/ ٢٦، وفي أسد الغابة ٤/ ٢٧٥. ويصحبها في المخطوط هذا التعليق في الحاشية:
قائله عمرو بن معدي كرب في قيس بن مكشوح المراديّ، والمكشوح هبيرة، سمّي بذلك لأنّه ضرب على-
- كشحه.
ويأتي تعليق آخر في ورقة طيّارة موالية، فيه:
هذا البيت من أبيات تنسب إلى عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد الأصغر- وهو منبّه بن ربيعة بن مسلمة بن هاني بن ربيعة بن زبيد الأكبر، أبو ثور الزبيديّ.
وتنسب أيضا لدريه بن الصمّة، وهي لعمرو أشهر، وأوّلها [الوافر]:
أعاذل عدّتي بدني ورمحي ... وكلّ مقلّص سلس القياد
أعاذل إنّما أفنى شبابي ... إجابتي الصّريخ إلى المنادي
مع الأبطال حتّى سلّ جسمي ... وأقرح عاتقي حمل النّجاد
منها:
ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
تمنّى أن يلاقيني قبيس ... وددت، أينما منّي ودادي
ولو لاقيتني ومعي سلاحي ... تكشّف شحم قلبك عن سواد
فمن ذا عاذري من ذي سفاه ... يرود بنفسه شرّ المراد؟
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
تمنّاني وسابغتي دلاص ... كأنّ قتيرها حدق الجراد
وسيفي كان مذ عهد ابن ضدّ ... تخيّره الفتى من قوم عاد
في أبيات كثيرة، وهي من مستحسن قوله.
ويروى: عذيرك بفتح الرّاء وضمّها. فالرفع على معنى: ما هو عذيرك؟ والنصب على معنى: هات عذيرك! - يريد: هات من يعذرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>