للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه، وقال [الرجز]:

يا صاحب السّيف الخضيب المضرب ... وصاحب الجوشن ذاك المذهب

هل لك في طعن وضرب محرب ... يحمل رمح [ا] مستقيم الثعلب (١)

ليس بحيّاد ولا مغلّب؟

وطعن الأشتر في موضع الجوشن [ف] صرعه [عن فرسه ولم يصب مقتلا]، فشدّ عليه الأشتر [ف] كسف قوائم فرسه بالسيف، وقال [الرجز]:

لا بدّ من قتلي أو من قتلكا ... قتلت منكم خمسة من قبلكا

كلّهم كانوا حماة مثلكا

وقتله، فخرج إليه الأجلح بن منصور الكنديّ وهو يقول- وكان فرسه يقال له: لا حق [الرجز]:

أقدم باللاحق ولا تهلّل ... على صملّ ظاهر التسلّل (٢)

كأنّما يقضم مرّ الحنظل ... إن سمته خسفا أبى أن يقبل

وإن دعاه القرن لم يعوّل ... يمشي إليه بحسام مقصل

مشيا رويدا غير ما مستعجل ... يخترم الآخر بعد الأوّل

فشدّ عليه الأشتر وهو يقول [الرجز]:

بليت بالأشتر ذاك المذحجيّ ... بفارس في حلق مدجّج

كاللّيث ليث الغابة المهيّج ... إذا دعاه القرن لم يعرّج

وضربه [ف] قتله، فخرج محمد بن روضة

الجمحيّ وهو يقول [الرجز]:

يا ساكني الكوفة يا أهل الفتن ... يا قاتلي عثمان ذاك المؤتمن

ورّث صدري قتله طول الحزن ... أضربكم وإن زعم أبو الحسن

فشدّ عليه الأشتر، وهو يقول [الرجز]:

لا يبعد الله سوى عثمانا ... ولا يسلّي عنكم الأحزانا [٢٨ أ]

مخالف قد خالف الرحمنا ... نصرتموه عابدا شيطانا

ثمّ ضربه فقتله.

ثمّ أقبل الأشتر يضرب بسيفه جمهور الناس حتى كشف أهل الشام عن الماء، وهو يقول [الرجز]:

لا تذكروا ما قد مضى وفاتا ... لأوردنّ خيلي الفراتا

شعث النواصي أو يقال: ماتا

وحمل على أبي الأعور السلميّ، وقال [الرجز]:

ليس أوان يكره الخلاط ... ليس أخو الحرب بذي اختلاط (٣)

لكن عبوسا غير مستشاط ... هذا عليّ جاء في الأسباط

وخلّف النعيم بالإفراط ... بعرصة في وسط البلاط

منحّل الجسم من الرباط ... يحكم حكم الحقّ لا اعتباط

ليس يحكم حكم ذي اشتراط

وقال حوشب ذو ظليم [الرجز]:


(١) في وقعة صفّين ١٩٧: في طعن غلام محرب.
(٢) ينظر في وقعة صفّين ١٩٨، هامش ٣، تبرير الفتحة في أقدم.
(٣) في وقعة صفّين ٢٠٣: لست، وإن يكره، ذا الخلاط.

<<  <  ج: ص:  >  >>