للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبان بن عثمان.

وسمع القاسم بن محمد ونافعا وأبا سلمة والزهريّ والأعرج وجعفر بن محمد الصادق ومحمد بن إبراهيم التميميّ وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ويزيد ابن أبي حبيب وشعبة، وغيرهم.

وروى عنه يحيى بن يزيد ويزيد ابن أبي حبيب وشعبة، وهم من شيوخه، والسفيانان، والحمّادان (١)، ويزيد بن هارون، ويحيى بن سعيد الأمويّ، وسعيد ابن مربع، وجرير بن حازم، وزياد بن عبد الله.

وقال شعبة وابن عيينة: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث.

ورآه الزهريّ مقبلا فقال: لا يزال بالحجاز علم ما دام فيه هذا الأحول بين أظهرهم.

وعن شعبة أيضا: صدوق- وفي رواية: هو أعلم الناس بالمغازي.

وعن الشافعيّ: من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق.

وعن ابن عيينة: ما أدركت أحدا يتّهم ابن إسحاق في حديثه.

قال السهيلي: هو ثبت في الحديث عند أكثر العلماء. وأمّا في [١١٨ أ] المغازي والسّير فلا تجهل إمامته فيها.

وعن ابن المدينيّ: لا أعلم أحدا ترك ابن إسحاق.

وقال يعقوب بن شيبة (٢): سألت ابن المدينيّ:

حديث محمد بن إسحاق عندك صحيح؟

قال: نعم، حديث صحيح عندي.

قلت: فكلام مالك فيه؟

قال: لم يجالسه ولم يعرفه.

وقال الشافعيّ عن ابن معين وأحمد بن حنبل أنّهما وثّقاه واحتجّا بحديثه.

واحتجّ الدارقطنيّ بحديث العلّتين وهو من طريقه.

وقال ابن سعد: هو أوّل من جمع مغازي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وخرج من المدينة قديما، فلم يرو واحد منهم غير إبراهيم بن سعد، ووثّقه.

وقال أبو حاتم ابن حبّان: وقد تكلّم في ابن إسحاق رجلان: هشام بن عروة ومالك بن أنس.

فأمّا هشام فحدّثني محمد بن زياد الزياديّ: ثنا ابن أبي شيبة: ثنا عليّ بن المدينيّ: سمعت يحيى بن سعيد القطّان يقول: قلت لهشام بن عروة إنّ ابن إسحاق يحدّث عن فاطمة بنت المنذر (٣)، فقال:

وهل كان يصل إليها؟ - قال أبو حاتم: وهذا الذي قال هشام من غير أن ينظروا إليها: سمعوا صوتها.

وكذلك ابن إسحاق: كان يسمع من فاطمة والسّتر بينهما مسبل. فهذا سماع صحيح، والقادح بهذا غير منصف.

وأمّا مالك، فإنّ ذلك كان منه مرّة واحدة، ثمّ عاد إلى ما يجب: وذلك أنّه لم يكن بالحجاز أعلم بأنساب الناس وأيّامهم من محمد بن إسحاق.

وكان يزعم أنّ مالكا من موالي ذي أصبح، وكان مالك يرى أنّه من أنفسهم، فوقع بينهما لهذا مفاوضة. فلمّا صنّف مالك الموطّأ قال ابن إسحاق: ائتوني به [فأنا طبيب بعلله]. فقيل هذا لمالك فقال: هذا دجّال من الدجاجلة، يروي عن اليهود. وكان بينهم ما يكون بين الناس حتى عزم محمد بن إسحاق على الخروج إلى العراق


(١) السفيانان هما: سفيان الثوري وسفيان بن عيينة.
والحمّادان هما حمّاد بن زيد بن درهم وحمّاد بن سلمة ابن دينار. انظر أعلام الزركليّ ٢/ ٣٠١ و ٣٢٠٢ و ٣/ ١٥٨ - ١٥٩.
(٢) هو صاحب المسند الكبير (ت ٢٦٢)، أعلام النبلاء ١٢/ ٤٧٦ (١٧٤).
(٣) فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوّام «لها رواية عاليه» خرّج أحاديثها الستّة وهي «من رجال التهذيب» (رقم ٢٨٦٩)). وهي زوجة هشام بن عروة بن الزبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>