وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البيّنة: ٥].
وقال الربيع: لمّا كلّم الشافعيّ حفص الفرد فقال حفص: «القرآن مخلوق»، قال له الشافعيّ:
كفرت بالله العظيم! (قال): وسمعت الشافعيّ يقول: من حلف باسم من أسماء الله تعالى فحنث، فعليه الكفّارة، لأنّ اسم الله غير مخلوق.
ومن حلف بالكعبة وبالصفا والمروة، فليس عليه كفّارة لأنّه مخلوق، وذلك غير مخلوق.
وعن عليّ بن سهل الرمليّ: سألت الشافعيّ عن القرآن، فقال لي: كلام الله، غير مخلوق.
قلت: فمن قال بالمخلوق، فما هو عندك؟
قال لي: كافر!
(قال): وقال الشافعيّ: ما لقيت أحدا منهم- يعني من أستاذيه- إلّا قال: من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر.
وعن الربيع: سمعت الشافعيّ يقول في قول الله تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطفّفون: ١٥]: علّمنا بذلك أنّ قوما غير محجوبين، ينظرون [الله] سبحانه، لا يضامون في رؤيته، كما جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «ترون ربّكم يوم القيامة كما ترون الشمس لا تضامون في رؤيتها». وفي رواية عن المزنيّ: سمعت إبراهيم بن هرم القرشيّ يقول: سمعت الشافعيّ يقول في قوله تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍلَمَحْجُوبُونَ
: فلمّا حجبهم في السخط كان في هذا دليل على أنّهم يرونه في الرّضى- فقال له أبو النجم القزويني: يا أبا إبراهيم، به تقول؟
قال: نعم، وبه أدين.
فقام إليه عصام فقبّل رأسه، وقال: يا سيّد الشافعيّين، اليوم بيّضت وجوهنا!
وعن سعيد بن أسد: قلت للشافعيّ: ما تقول في حديث الرؤية؟
فقال لي: يا ابن أسد، اقض عليّ، حييت أو متّ، أنّ كلّ حديث يصح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنّي أقول به، وإن لم يبلغني.
وقال الربيع: سمعت الشافعيّ يقول: أفضل الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ عليّ.- وفي رواية: سمعت الشافعيّ يقول في الخلافة والتفضيل: نبدأ بأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ. وعن حرملة: سمعت الشافعيّ يقول: الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعمر بن عبد العزيز.
وعن الحارث بن سريج النّقّال: سمعت إبراهيم بن عبد الله الحجبيّ يقول للشافعيّ: ما رأيت هاشميّا يفضّل أبا بكر عن عليّ؟
فقال له الشافعيّ: عليّ بن أبي طالب ابن عمّي وابن خالي (١)، وأنا رجل من بني عبد مناف، وأنت رجل من بني عبد الدار، [١٥٠ أ] ولو كانت هذه مكرمة، لكنت أولى بها منك، ولكن ليس الأمر على ما تمنّيت.
وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم:
سمعت الشافعيّ يقول: ما أرى الناس ابتلوا بشتم أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلّا ليزيدهم الله بذلك ثوابا عند انقطاع عملهم.
وعن الحسن بن محمد بن الصبّاح الزعفرانيّ:
قال الشافعيّ: إذا حضر الرافضيّ الوقعة وغنموا لم يعط من الفيء شيئ [ا]، لأنّ الله تعالى ذكر آية الفيء فقال فيها: وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ
(١) في الحاشية: صوابه: ابن خالتي، يعني ابن خالة جدّه من قبل أمّه.