وعن أبي تراب حميد بن أحمد: كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسألة، فقال له رجل:
يا أبا عبد الله، لا يصحّ فيه حديث.
فقال: إن لم يصحّ فيه حديث، ففيه قول الشافعيّ، وحجّته أثبت شيء فيه.
ثمّ قال: قلت للشافعيّ: ما تقول في مسألة كذا وكذا؟
فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟
قال: بلى.
فنزع في ذلك حديثا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو حديث نصّ.
وعن أحمد: الشافعي أتبع للسنة والأثر من مالك بن أنس.
وعن مسلم بن الحجّاج: قال أحمد بن حنبل:
سمعت ابن إدريس- يعني الشافعيّ- ربّما تكلّم في الفقه يقول: أنا والله سمعت مالكا. (قال): وذكر أحمد محمّد بن إدريس فقال: [١٥٨ أ] كان نسيج وحده.
وقال العبّاس بن محمّد: سألت أحمد بن حنبل عن الشافعيّ فقال: قد سألناه واختلفنا إليه فما رأينا إلّا خيرا.
وقال الحربيّ: سألت أحمد بن حنبل عن الشافعيّ فقال: حديث صحيح، ورأي صحيح.
وقال أبو داود سليمان بن الأشعث: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعيّ.
وقال إسحاق بن راهويه: كان أحمد بن حنبل مشغوفا بالشافعيّ، وبعلمه وفقهه، وو الله ما وضع أبو عبد الله شيئا إلّا في موضعه.
وقال الحسن بن محمّد الزعفرانيّ: كنّا نختلف إلى الشافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستّة أنفس:
أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النفّال، وأبو عبد الرحمن الشافعيّ، وأنا، ورجل آخر. وما عرضنا على الشافعيّ كتبه إلّا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك.
وعن محمّد بن المنذر الهرويّ أنّه قال: لمّا قدم عليهم الشافعيّ العراق، سمع الكتب منه حسين الكرابيسيّ، وأبو ثور، والزعفرانيّ وغيرهم، وحدّثهم بأحاديث كثيرة، فسمع منه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهما. فسمعت الزعفرانيّ يقول: ما دخلت على الشافعيّ قطّ إلّا وأحمد بن حنبل كان قد سبقني إليه.
وعن صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول:
سمعت الموطّأ من محمد بن إدريس الشافعيّ لأنّي رأيته فيه ثبتا، وقد سمعته من جماعة قبله.
وعن الحسين بن محمّد الصبّاح: قال لي أحمد بن حنبل: إذا رأيت أبا عبد الله الشافعيّ قد خلا، فأعلمني- وكان يجيئه ارتفاع النهار فيبقى معه.
وعن حرملة بن يحيى: سمعت الشافعيّ يقول:
وعدني أحمد بن حنبل أن يقدم على مصر.
وعن إبراهيم الحربيّ قال: قال أستاذ الأستاذين.
قال: من هو؟
قال: الشافعيّ، أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
وعن صالح بن أحمد: ركب الشافعيّ حماره، فجعل أبي يسايره ويمشي، والشافعيّ راكب، وهو يذاكره. فبلغ ذلك يحيى بن معين، فبعث إلى أبي، فبعث إليه: إنّك لو كنت بالجانب الآخر من الحمار، لكان خيرا لك.