للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرشدينيّ، والحسن ابن أبي مهران، والحسن بن علي بن مالك الأشنانيّ، والحسن بن القاسم، وغيرهم.

قال أبو زرعة (١): سألني أحمد بن حنبل قديما: من بمصر؟

قلت: بها أحمد بن صالح- فسرّ بذكره ودعا له. (قال) وحدّثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثمار. فأعجبه، واستزادني مثله.

فقلت: ومن أين مثله؟ وهذا الحديث يرويه أحمد بن صالح عن عنبسة: حدّثنا يونس قال:

سألت أبا الزناد عن بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه، وما يذكر في ذلك.

فقال: كان عروة بن الزبير يحدّث عن سهل ابن أبي حثمة (٢) عن زيد بن ثابت قال: كان الناس يتبايعون الثمار، إذا جذّ الناس وحضر تقاضيهم- قال أبو جعفر أحمد بن صالح: أظنّه قال: تعاضيهم (٣) - قال المبتاع: إنّه أصاب الثمر الدّمان، وأصابه قشام، وأصابه مراض- عاهات يحتجّون بها- فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «فإمّا [لا] فلا تتبايعوا الثمر حتى يبدو صلاحه» - كالمشورة يشير بها لكثرة خصوماتهم. أخرجه أبو داود عن أحمد بن صالح.

وقال صالح بن محمد بن حبيب المعروف بجزرة: قال أحمد بن صالح المصريّ: كان عند ابن وهب مائة ألف حديث، كتبت عنه خمسين ألف حديث (قال) ولم يكن بمصر أحد يحسن الحديث ولا يحفظ غير أحمد بن صالح. كان

يعقل الحديث ويحسن أن يأخذ، وكان رجلا جامعا، يعرف الفقه والحديث والنحو، ويتكلّم في حديث الثّوريّ، وشعبة، وأهل العراق. وكان قدم العراق وكتب عن عفّان وهؤلاء. وكان يذاكر بحديث الزهريّ ويحفظه.

وقال أحمد بن صالح: كتبت عن ابن زبالة (٤) مائة ألف حديث. ثمّ تبيّن لي أنّه كان يضع الحديث فتركت حديثه.

وكان أحمد بن صالح يثني على أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح ويقع في حرملة ويونس بن عبد الأعلى.

وقال علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت محمّد بن عبد الله بن نمير يقول: حدّثنا أحمد بن صالح، وإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله.

وقال عبد الرحمن ابن أبي حاتم: سئل أبي عن أحمد بن صالح، فقال: ثقة. (قال أبي) كتبت عنه بمصر وبدمشق وبأنطاكية.

وقال محمد بن إسماعيل البخاري: أحمد بن صالح أبو جعفر المصري: ثقة صدوق، ما رأيت أحدا يتكلّم فيه بحجّة. كان أحمد بن حنبل وعليّ وابن نمير يثبّتون أحمد بن صالح. وكان يحيى يقول: سلوا أحمد بن صالح، فإنّه أثبت.

وقال ابن نمير: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين (٥) يقول: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى- يريد أحمد بن صالح.

وقال أبو زرعة الدمشقيّ: قدمت العراق، فسألني أحمد بن حنبل: من خلّفت بمصر؟

قلت: أحمد بن صالح- فسرّ بذكره وذكر خيرا


(١) هو أبو زرعة النصري الدمشقيّ عبد الرحمن بن عمرو صاحب تاريخ دمشق (ت ٢٤١): أعلام النبلاء ١٣/ ٣١١ (١٤٦).
(٢) سهل بن أبي حثمة: أسد الغابة ٢٢٨٥.
(٣) تعاضيهم: لم نجدها في متن الحديث، ولعلّها من التعضئة أي: التجزئة والقسمة.
(٤) ابن زبالة: محمد بن الحسن: ميزان الاعتدال ٣/ ٥١٤.
(٥) أبو نعيم الفضل بن دكين صاحب حلية الأولياء (ت ٢١٩): أعلام النبلاء ١٠/ ١٤٢ (٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>