للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عندك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: ما يسرّني أنّ لي حمر النعم، وأني لم أشهد حلف المطيّبين!

فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل: أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا؟

فجعل أحمد بن حنبل يبتسم ويقول: ورواه عن الزهريّ رجل مقبول- أو صالح-[٨٤ ب]: عبد الرحمن بن إسحاق.

فقال: من رواه عن عبد الرحمن؟

فقال: حدّثنا رجلان تقيّان: إسماعيل بن عليّة، وبشر بن المفضّل.

فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل: سألتك بالله إلّا أمليته عليّ!

فقال أحمد بن حنبل: من الكتاب!

فقام ودخل وأخرج الكتاب وأملى عليه. فقال أحمد بن صالح: لو لم أستفد بالعراق إلّا هذا الحديث كان كثيرا- ثمّ ودّعه وخرج.

وقال أحمد بن عبد الله العجليّ: [كتب] أحمد بن صالح عن سلامة بن روح، وكان لا يحدّث عنه، وكتب عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدّث عنه. وحدّث أحمد بن صالح، ولم يبلغ الأربعين. وكتب عبّاس العنبريّ عن رجل عنه (١).

وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد الغزال: أحمد بن صالح، أبو جعفر، طبريّ الأصل. كان واعيا رأسا في علم الحديث وعلله. وكان يصلّي بالشافعيّ، ولم يكن في أصحاب ابن وهب أحد أعلم منه بالآثار.

وقال ابن نمير وذكر أحمد بن صالح فقال: هو

واحد الناس في علم الحجاز والمعرب فيهم- وجعل يعظّمه، وحدّث عنه بغير شيء.

وقال محمد بن مسلم بن وارة: أحمد بن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل ببغداد، وابن نمير بالكوفة، والنفيليّ بحرّان: هؤلاء أركان الدين.

وقال أبو أحمد ابن عديّ: سمعت عبدان الأهوازيّ يقول: سمعت أبا داود السجستانيّ يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهّم الناس- يعني: ليس بذاك في الجلالة. (قال) وسمعت القاسم بن عبد الله بن مهديّ يقول: كان أحمد بن صالح يستعير منّي كلّ جمعة الحمار فيركبه إلى صلاة الجمعة. وكنت جالسا عند حرملة في الجامع، فجاز أحمد بن صالح على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حرملة ولم يسلّم.

فقال حرملة: انظر إلى هذا: بالأمس يحمل دواتي- يعني المحبرة- واليوم يمرّ بي فلا يسلّم.

(قال) وسمعت عصمة بن [ ... ] (٢) يقول:

سمعت صالح جزرة يقول: حضرت مجلس أحمد بن صالح، فقال أحمد: حرج على كلّ مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي. فقلت: وأمّا الماجن فأنا هو! - وذاك أنّه قيل له: إن صالح [ا] الماجن (٣) قد حضر مجلسك.

وقال أبو داود سليم [ان] بن الأشعث السجستاني: كان أحمد بن صالح يقوّم كلّ لحن في الحديث (٤).


(١) تاريخ بغداد ٤/ ١٩٥ بسند مغاير.
(٢) لعلّه عصمة بن الفضل النيسابوريّ (ت ٢٥٠)، تاريخ بغداد ١٢/ ٢٨٨ (٦٧٢٨).
(٣) صالح بن محمد بن أبي الأشرس محدّث جليل (ت ٢٩٣) وجزرة لقب كان لا يضيق به. وقد روى الذهبي في ترجمته بأعلام النبلاء ١٤/ ٢٣ (١٢) نماذج طريفة من دعابته، ممّا جلب إليه لقب الماجن.
(٤) لذلك قيل فيه: وهو المعرب فيهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>