للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واختصر تاريخ بغداد للخطيب والذيل عليه لابن النجّار، وتاريخ دمشق لابن عساكر، ومفردات ابن البيطار من غير أن يخلّ فيه بمقصد، وكتاب الأغاني- ورتّبه على الحروف- وزهر الآداب، وكتاب الحيوان، واليتيمة، والذخيرة، ونشوار المحاضرة.

وكتب بخطّه شيئا كثيرا، ترك منه بعد موته خمسمائة مجلّد.

وحدّث عن أبي الحسن ابن الصابونيّ، وأبي القاسم ابن الطفيل، وأبي الحسن ابن المقيّر، وغيرهم. وتفرّد وعمّر، وأكثروا من الأخذ عنه.

وكان يتشيّع بغير رفض (١).

وولي نظر طرابلس، وله نظم ونثر وخطّ جيّد.

توفّي بالقاهرة يوم الخميس الحادي عشر شعبان سنة إحدى عشرة وسبعمائة، ودفن بالقرافة.

ومن شعره قوله [الكامل]:

ربّي اعف عن عبد تعاظم ذنبه ... لكنّه في جنب عفوك يصغر

ولغيري الذنب الكبير وإنّما ... ذنبي لخوفي منك عندك أكبر

وقوله [الكامل]:

ظنّي الجميل بلطف صنعك كافل ... أنّي بحسن الظنّ فيك أثاب

يا من هو السبب الموصّل للمنى ... كن لي إذا انقطعت بي الأسباب

وقوله [البسيط]:

الناس قد أثموا فينا بظنّهم ... وصدّقوا بالذي أدري وتدرينا

ماذا يضرّك في تصديق قولهم ... بأن نحقّق ما فينا يظنّونا

حملي وحملك ذنبا واحدا ثقة ... بالعفو أجمل من إثم الورى فينا

وقوله [السريع]:

[١٤٥ ب] بالله إن جزت بوادي الأراك ... وقبّلت أغصانه الخضر فاك

ابعث إلى المملوك من بعضه ... فإنّني والله ما لي سواك

وقوله [الطويل]:

ولمّا أبى الدهر الخئون اجتماعنا ... وقدّر أنّي عن وصالك أبعد

وهمت وقلت الطيف يقنع عنكم ... وأنسيت أنّي بعدكم لست أرقد

وقوله [الطويل]:

إلا هي قد أنشأتني ورزقتني ... ودبّرتني سبعين عاما وعشرها

فدبّر بقايا مدّة زال جلّها ... وإنّي سعيد إنّ تولّيت أمرها

وذكر ابن فضل الله أنّه كان يقصّر في صناعة الإنشاء وأن شعره من باب المقبول أو ما يدانيه، وأنّه لم يزل يكتب ويسهر الليل في الكتابة حتىكان يقضي الليالي الطوال كلّها سهرا، لا يلمّ فيها بكرى ولا يطعم عينه فيها بهجعة، وكان يتّخذ إلى جانبه إناء فيه ماء، فإذا غلبه السّهر وكاد يصرعه


- ما، لا في الوافي ولا في النكت. ولعلّ أوّل من سمّاه لسان العرب هو السيوطيّ في بغية الوعاة؛ إذ قال: جمال الدين أبو الفضل صاحب لسان العرب في اللغة الذي جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية ...
(١) اتّفقت المصادر على اعتداله في التشيّع، وجعله المقريزيّ في السلوك «من أعيان الشافعيّة ... ومن رواة الحديث».

<<  <  ج: ص:  >  >>