وابن خزيمة، وأبو عوانة، ومحمد بن عبد الرحمن الدغوليّ، وابنه يحيى الشهيد، وأبو عليّ الميدانيّ، وأبو بكر بن زياد النيسابوريّ، وأمم سواهم.
والبخاري إذا حدّث عنه في الصحيح قال: «ثنا محمّد»، ويقول مرّة: «ثما محمد بن عبد الله»، وتارة يقول: محمد بن خالد.
قال محمد بن سهل: كنّا عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن يحيى فقام إليه أحمد، وتعجّب منه الناس. ثمّ قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله، واكتبوا عنه. (وعن أحمد بن حنبل قال: ) ما رأيت خراسانيّا أعلم بحديث الزهريّ منه، ولا أصحّ كتابا منه.
وقال محمد بن داود المصيصيّ: كنّا عند أحمد بن حنبل، وهم يتذاكرون، فذكر محمد بن يحيى النيسابوريّ حديثا فيه ضعف. فقال له أحمد بن حنبل: لا تذكر مثل هذا! - فكأنّ محمّدا دخله خجلة، فقال أحمد: إنّما قلت هذا إجلالا لك يا أبا عبد الله.
وقال إبراهيم بن هاني عن أحمد: ما قدم علينا رجل أعلم بحديث الزهريّ من محمد بن يحيى.
وقال أبو عمر أحمد بن المبارك المستملي:
أتيت أحمد بن حنبل، فقال لي: من أين أنت؟
قلت: من نيسابور.
قال: محمّد بن يحيى له مجلس؟
قلت: نعم.
قال: لو أنّ محمد بن يحيى عندنا، لجعلناه إماما في الحديث.
وقال سعيد بن منصور لابن معين: لم لا تجمع حديث الزهريّ؟
وقال يحيى بن محمّد: دخلت على أبي وقت القائلة في الصيف، وهو في بيت كتبه، وبين يديه السراج، وهو يصنّف، فقلت: يا أبت، في هذا الوقت؟ ودخان السراج؟ فلو نفّست عن نفسك!
فقال: يا بنيّ، تقول هذا وأنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم [٢٠٩ ب] وأصحابه والتابعين؟
وقال أبو حاتم الرازيّ: محمد بن يحيى إمام أهل زمانه، ثقة.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال أبو بكر ابن أبي داود: حدّثنا محمد بن يحيى النيسابوريّ وكان أمير المؤمنين في الحديث.
وقال أحمد بن محمد بن الأزهر: لمحمّد بن يحيى ثماني عشرة رحلة إلى البصرة، ورحلتان إلى اليمن.
وعن [محمد بن يحيى] الذهليّ: لمّا دخلت البصرة، استقبلتني جنازة يحيى بن سعيد القطّان على باب البصرة.
وقالت أمة لمحمّد بن يحيى: خدمته ثلاثين سنة فما رأيت ساقه قطّ.
وقال أبو حامد ابن الشرقيّ: سمعت أبا عمرو الخفّاف غير مرّة يقول: رأيت محمد بن يحيى الذهلي في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟
قال: غفر لي.
قلت: فما علمك؟
قال: كتب بماء الذهب، ورفع في علّيّين.
مات يوم الاثنين لأربع بقين من ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين ومائتين، وبلغ ستّا وثمانين سنة.
وقال محمد بن يحيى: ارتحلت ثلاث رحلات، وأنفقت على العلم مائة وخمسين ألفا.