للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلّة] في سمت القبلة»، وكتاب «أمنية الألمعيّ وبيّنة المدّعي» (١)، وهو شرح للرسالة المذكورة.

وكان عالما بالهندسة والمنطق وعلوم الأوائل، مع معرفة الفقه والنحو واللغة والتصريف والأنساب وعلم الكلام والطبّ والنجوم.

وكان عالي الهمّة سامي القدر يترفّع على الملوك ويترقّى بنفسه عنهم.

قال فيه الحافظ السلفيّ: كان من أفراد الدهر فضلا في فنون كثيرة. وولي النظر بثغر الإسكندرية بغير اختياره، وأرضى الناس، خصوصا الفقهاء.

وقال الحافظ عبد العظيم المنذريّ: كان في نفس الرشيد عظمة وحدّة. ودخل مع شيركوه وكتب في أمور، فأخذه شاور وعذّبه ابن أبي منصور. وكان فيه غير صفة تعين على هجائه، منها أنّه أسود، ويدّعي الذكاء، وأنّ خاطره من نار، فقال فيه ابن قادوس [الكامل]:

إن قلت: من نار خلق ... ت، وفقت كلّ الناس فهما

قلنا: صدقت، فما الذي ... أطفاك حتّى صرت فحما؟

وقال فيه الأخفش المصريّ لمّا ولي مطبخ القصر [المتقارب]:

أقام على المطبخ ابن الزبير ... فولّى على مطبخ مطبخا

ومن شعر ابن الزبير [الطويل]:

لئن خاب ظنّي في رجائك بعد ما ... ظننت بأنّي قد ظفرت بمنصف

فإنّك قد قلّدتني كلّ منّة ... ملكت بها شكري لدى كلّ موقف

بأنّك قد حذّرتني كلّ صاحب ... وأعلمتني أن ليس في الأرض من يفي

وقال [في الكامل بن شاور] (١) [الطويل]:

إذا ما نبت بالحرّ دار يودّها ... ولم يرتحل عنها فليس بذي حزم

وهبه بها صبّا، ألم يدر أنّه ... سيزعجه منها الحمام على رغم؟

وقال فيه العماد أبو حامد محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني [في كتاب السيل والذيل] (٢):

الخضمّ الزاخر، والبحر العباب. كان أسود الجلدة، وسيّد البلدة، أوحد عصره في علم الهندسة والرياضات، والعلوم الشرعيّات، والآداب الشعريّات- وأنشد له [البسيط]:

جلّت لديّ الرزايا بل جلت هممي ... وهل يضرّ جلاء الصارم الذّكر

[١١٥ أ] غيري يغيّره عن حسن شيمته ... صرف الزمان وما يلقى من الغير

لو كانت النار للياقوت محرقة ... لكان يشتبه الياقوت بالحجر

لا تغررنّ بأطماري وقيمتها ... فإنّما هي أصداف على درر

ولا تظنّ خفاء النجم عن صغر ... فالذنب في ذاك محمول على البصر


(١) في الكشف ١/ ١٦٩ وهدية العارفين ١/ ٨٦: أمنية، وفي المخطوط: منية. وزاد في الكشف: وهي المقامة الحصيبيّة في الفكاهة والدعابة. وزاد في الهديّة: وله تاريخ أسوان وتذكرة الألباب في العمل بالأسطرلاب.
(٢) الزيادات من الوفيات ١/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>