للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كيغلغ بالخروج إلى الشام في شهر رمضان من هذه السنة. فسار إليها وولي دمشق.

فلمّا صرف مؤنس تكين عن مصر وأخرجه في سابع ذي الحجّة منها، قدم إلى دمشق واليا عليها في المحرّم سنة ثلاث وثلاثمائة.

ثمّ ولي أحمد بن كيلغ مصر بعد هلال بن بدر من قبل المقتدر على صلاتها دون خراجها في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثلاثمائة فاستخلف ابنه العبّاس (١) إلى أن قدم لأيّام بقيت من شهر رجب، ومعه محمّد بن الحسين بن عبد الوهاب الماذرائي على خراج مصر. فنزلا المنية وأحضرا الجند ووضعا العطاء وأسقطا كثيرا من الرجّالة، فشغب الرجّالة وخرجوا إلى ابن كيغلغ فتنحّى عنهم إلى فاقوس (٢) وقبضوا على محمد بن الحسين وأدخلوه الفسطاط. وبقي أحمد بن كيغلغ بموضعه.

ثمّ صرف عن مصر بتكين، فقدم رسوله في ثالث ذي القعدة منها، وأعيد ابن كيغلغ إلى ولاية دمشق فأقام بها إلى أن عزل في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

ثم أعيد إلى مصر من قبل القاهر بالله، فقدم رسوله يوم الخميس تاسع شوّال سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، واستخلف أبا الفتح بن عيسى النوشريّ فشغب الجند في أرزاقهم على محمد بن علي الماذرائي، وأحرقوا دوره ودور أهله. ثمّ نزغ الشيطان بين الجند فافترقوا. وكانت وقائعحبشيّ بن أحمد، فقدم أحمد بن كيغلغ في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين بعد قدوم محمد بن

تكين واستيلائه على الفسطاط، ونزل المنية يوم الخميس ثالث رجب من سنة اثنتين وعشرين بعد قدوم محمد بن أبي [منصور تكين] فانضمّت إليه المغاربة، ولحق به كثير من أصحاب محمد بن تكين، فأمّنهم. وفرّ ابن تكين وترك عسكره فلحق بقيّة أصحابه بأحمد بن كيغلغ. ودخل الفسطاط لستّ خلون من رجب [١٢١ ب] المذكور.

فلمّا خلع القاهر، واستخلف أبو العبّاس الراضي بالله ابن المقتدر، عاد محمد بن تكين في جمع، فخرج حبشيّ بن أحمد السلميّ في المغاربة وواقعه فيما بين بلبيس وفاقوس، وهزمه، وأسره وبعث به إلى أحمد بن كيغلغ، فأنفذ به إلى الصعيد.

فورد الخبر بمسير محمد بن طغج إلى مصر.

فبعث إليه أحمد بن كيغلغ بحبشيّ بن أحمد في المغاربة إلى الفرما، وأقبلت مراكب محمّد بن طغج فدخلت تنيس وسارت مقدّمته في البرّ. فعزم ابن كيغلغ على أن يسلّم [إليه] (٣) فأبى ذلك محمد بن علي الماذرائي وسيّر لقتاله، فانهزم أصحاب الماذرائي.

وأقبل محمد بن طغج، فعسكر أحمد بن كيغلغ للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين.

فخرج كثير من الجند إلى محمّد بن طغج. والتقى محمد بن طغج وأحمد بن كيغلغ يوم الأربعاء لسبع بقين من رمضان فكفّ ابن كيغلغ عن القتال وسلّم إلى محمد بن طغج، وتكافّا جميعا.

وسار إلى العراق، وما زال يتقلّب في الأمور إلى أن قتله الروم سنة ثلاثين وثلاثمائة.

وكان أديبا. فمن شعره [الرمل]:


(١) في المخطوط: الميّاس: والتصويب من الولاة والقضاة ٢٧٤.
(٢) فاقوس: في آخر ديار مصر من جهة الشام في الحوف الأقصى (ياقوت).
(٣) في المخطوط: يسلّمه، والتصويب من الولاة والقضاة ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>