للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا ليلة بات فيها البدر معتنقي ... وباتت الشمس فيها بعض جلّاسي

وبتّ مستغنيا بالثغر عن قدح ... وبالخدود عن التفّاح والآس (١)

وقال [البسيط]:

قالت وقد نالها للبين أوجعه ... والبين صعب على الأحباب موقعه

اجعل يديك على قلبي فقد ضعفت ... قواه عن حمل ما فيه وأضلعه (٢)

واعطف عليّ المطايا ساعة فعسى ... من شتّ شمل الهوى بالبين يجمعه (٣)

كأنّني يوم ولّت حسرة وأسى ... غريق بحر يرى الشاطي ويمنعه

وقال [الطويل]:

إذا حان من شمس النهار غروب ... تذكّر مشتاق وحنّ غريب

... وما بلد الإنسان إلّا الذي له ... به سكن يشتاقه وحبيب

... ترى عندهم علم وإن شطّت النوى ... بأنّ لهم قلبي عليّ رقيب (٤)

وقال [الكامل]:

والله لولا أن يقال تغيّرا ... وسلا، وإن كان التسلّي أجدرا (٥)

لأعدت تفّاح الخدود بنفسجا ... لثما وكافور الترائب عنبرا

وقال [الكامل]:

يوم لنا بالنيل مختصر ... ولكلّ وقت مسرّة قصر (٦)

والسّفن تصعد كالخيول بنا ... فيه وحشد الماء منحدر (٧)

وكأنّما أمواجه عكن ... وكأنّما داراته سرر

وقال [البسيط]:

أما ترى يومنا قد جاء بالعجب ... فما انتظارك باللذّات والطرب؟

والبدر في الأفق الغربيّ تحسبه ... قد مدّ جسرا على الشطّين من ذهب (٨)

وقال [الطويل]:

راتني وقد شبّهت بالورد خدّها ... فتاهت وقالت: قاس خدّي بالورد!

كما قال إنّ الأقحوان كمبسمي ... وأنّ قضيب الآس يشبهه قدّي

وحقّ صفا ماء النعيم بوجنتي ... وحسن الجبين والفاحم الجعد

لئن عاد للتشبيه يوما حرمته ... لذيذ الكرى، لا بل أذوّقه فقدي!

إذا كان هذا في البساتين عنده ... فقولوا له: لم جاء يطلبه عندي؟ (٩)

وكان قد طال عهده بالاجتماع مع أخيه عقيل وعمّه حيدرة، فلمّا [٣٨٠ أ] التقوا في يوم عيد الفطر سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة قال لهما في


(١) الديوان ٢٤٩.
(٢) في المخطوط: قواي، والتصويب من الديوان ٢٦٠.
(٣) في الديوان: بالوصل.
(٤) الديوان ٥٢.
(٥) في الديوان ٤٦٤، وفي ترجمة الوفيات وكذلك اليتيمة ١/ ٢٩٢: وصبا وإن كان التصابي ...
(٦) الديوان ٢٤١: ولكلّ يوم.
(٧) الديوان: في موجه والماء ينحدر. وفي الوفيات: فيه، وجيش الماء ينحدر.
(٨) هذان البيتان لا يوجدان في الديوان، على كثرة المقطوعات من الوزن والرويّ.
(٩) هذه الأبيات أيضا مفقودة من الديوان ومن اليتيمة ومن مختارات الحصريّ (زهر ٧٥٧ - ٧٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>