للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدولة أبو محمد الكلبيّ، أحد شيوخ كتامة (١).

كان أبوه في خدمة الإمام القائم بأمر الله أبي القاسم محمد بن عبيد الله المهديّ، فبعثه على رجال كتامة إلى تونس في فتنة أبي يزيد مخلد بن كيداد النكّاريّ، وقد سبقه إليها مسنويه بن بكر الهواريّ من قبل [أبي] يزيد، ودخلها في عاشر صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فقتل وسبى وهدم الدور.

ولقي عمّارا (٢) فقاتله وهزمه عمّار وتبعه إلى تونس وقتل كثيرا من أصحابه [٣٧٢ ب] وأخذ ثلاثة آلاف جمل تحمل طعاما وغيره، وعاد إلى القائم بالمهديّة، فأمره أن يقيم بسوسة. ثمّ مات القائم، وكان مع ابنه المنصور بالله أبي الطاهر إسماعيل حتّى مات، وقام من بعده ولده المعزّ أبو تميم معدّ. فسار من قبل أخيه الحسن بن عليّ (٣) متولّي صقلّيّة على أسطول إلى بلاد الروم وعاد، فخرجت عليه ريح شديدة بالقرب من صقلّيّة، فعطب الأسطول بأسره وغرق القائد عمّار في يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ودفن من الغد بصقلّيّة.

ثم إنّ الحسن بن عليّ افتتح في سنة اثنتين وخمسين قلاعا بجزيرة صقلّيّة ونزل على قلعة رمطة، فحاربها فطال عليه أمرها، فرجع إلى جزيرة صقلّيّة وترك [على] رمطة (٤) ابن أخيه أبا محمد الحسن بن عمّار صاحب الترجمة، فأقام عليها وطال مقامه. واستغاث الروم بصاحب القسطنطينيّة، فوجّه إليهم عسكرا في البرّ وعسكرا في البحر، والتقى ابن عمّار مع مقدّمة الروم في نصف شوّال منها بشرذمة يسيرة فرزقه الله الظفر وقتل قائد الروم صاحب عسكر البرّ وأسر صاحب عسكر البحر، وانهزمت عساكرهم فتبعهم المسلمون، فجزّوا منهم عشرة آلاف رأس، وغرق


- فأقطعوها جزيرة صقلّية طيلة قرن. والمصادر لا تعرف هذا الجدّ الأعلى إلّا بكنيته. وأعلام هذه الأسرة يترتّبون في الجدول التالي، وقد رقّمنا ولاة صقلّية منهم من ١ إلى ١٠.
أبو الحسن الكلبي
(١) بنو أبي الحسين كلبيّون، أي عرب يمنيّون. وعبارة «أحد شيوخ كتامة» تعني ضربا من الولاء بين القبيلة البربريّة والأسرة العربيّة. (وانظر فصل «الكلبيّون» في دائرة المعارف الإسلاميّة).
(٢) عمّار بن علي الكلبي: انظر خبره مع أبي يزيد في عيون الأخبار ٢٧٨ وما يليها. وانظر خبر غرقه وأخبار الأسرة عموما في تاريخ ابن خلدون ٤/ ٢٠٧ - ٢١٠، وأعمال الأعلام لابن الخطيب (نشر ح. ح. عبد الوهاب في ذكرى أماري ج ٢ ص ٤٧٦).
(٣) الحسن بن علي أبو الغنائم: كانت له وقائع مع أبي يزيد، وهو أوّل من ولي صقلّيّة من أبناء أبي الحسين.
(٤) رمطة اسمها عند مؤرّخي الغرب: راميتّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>