للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وناصح ما ينفكّ يرنو كأنّه ... إذا ما بدا في أذن غانية قرط (١)

بكتك المواسير الصغار صبابة ... وحقّ لكلّ منهم النّوح والغطّ (٢)

١٠ تفرّق شمل الكلّ منهم فأصبحوا ... لفقدك كالأيتام وافقهم قحط

لئن صرت في لحد من الأرض ضيّق ... فإنّك في الحانوت مقتدر سلط

ويندبك المتّيت والبكر التي ... إذا ما المجرّات انعصرن لها لغط (٣)

ويسمع للوقيق صوت ورنّة ... وترجيع لحن ما ترجّعه القبط (٤)

ترى الزعجل المنصوب يهتزّ خيفة ... وفي جيده حبل، به أحكم الرّبط (٥)

١٥ كأنّك فوق النول عمور بن هندة ... وعمرو بن كلثوم إذا ما غدا يسطو (٦)

تدلّي بها رجليك في قاع حفرة ... ترى الزرزرايا فيه تعلو وتنحطّ (٧)

وتختلف الأنيار، والصّفق واحد ... فتأتي برفع لم ير مثله قطّ (٨)

إذا ما استقام الشغل غنّيت دائبا ... وإن ينقطع خيط بدا الكفر والسخط

ومن حسن أخلاق له فوق نوله ... إذا سمع التكبير قال له: ازط! (٩)

كأنّك في ترجيع صوتك بالغنا ... فتى مسّه طيف وهاج به خلط

تميل مع المكّوك زهوا كأنّما ... سقيت سلافا مرّة الطعم إسفنط ٢٠

تظلّ مدى الأيّام عريان واقفا ... ولا مئزر فرد عليك ولا مرط

كأنّك قد نوديت للبعث والقضا ... وأسلمك الجيران والأهل والرهط

كأنّك سبّاح مقيم بلجّة ... وليس لها قاع وليس لها شطّ

تصول على الصبيان صولة مغضب ... ألا دوّروا أو حوّلوا الغزل يا زطّ!

فمن ذا بسيف الشمع بعدك ضارب ... إذا أقبلت خيل الطوارد تمتطّ؟ (١٠) ٢٥

ومن طاعن بالقرق [في] حلبة العدى ... صدور ثياب القطن، لا الدرق اللمط؟ (١١)

وأرملة جاءتك في نقص غزلها ... فبادرت للأيمان مستعجلا تخطو


(١) وناصح: لا يستقيم بها الوزن، ولا يظهر لها معنى.
(٢) الماسورة وجمعها المواسير: الأنابيب. وفي منجد الأب معلوف: ماسورة آلة الخياطة. والغطّ عصر الشيء، لاستخراج مائه، ولعلّه يعني عصر العينين بالبكاء.
(٣) المتّيت لم نجدها. وذكرها الشاعر في قصيدة أخرى:
والمشط يندب، والمتّيت يسعده ... (الوافي، ١٣/ ٢٢٩). والمجرّة هي العارضة في الطاحونة أو الناعورة تشدّ إليها الدابّة التي تديرها (دوزي). والبكر ج بكرة وهي خشبة مستديرة يلفّ عليها الخيط.
(٤) الوقيق أو الونيق أو الوتيق: لم نعرفه.
(٥) الزعجل كذلك لم نعرفه.
(٦) في المخطوط: عمرو بن منة، ووفّقناه مع عمرو بن كلثوم خصمه.
(٧) الزرزرايا وردت في قصيدته الراثيّة أيضا: رجلاه في الزرزرايا، وهو متّزر. ولم نعرفها.
(٨) الصّفق تكثيف النسج. برفع لعلّها: بوقع. ورفع الثوب رقّ ودقّ إلّا أنّ مصدره: رفاعة لا رفع.
(٩) ازط: لعلّها لفظة عامّية بمعنى: اسكت!
(١٠) سيف الشّمع: لعلّها أيضا من مصطلح الحاكة.
(١١) القرق بقافين: نعل من الخفّاف أو الجلد غير المدبوغ الحامل لشعره أو صوفه. واللمط: حيوان من جنس الظباء. والدرقة: الترس الملساء. واللمطيّة الدرقة المتّخذة من جلد هذا الغزال. ونسبها الفيروزآبادي إلى مدينة لمطة ببلاد البربر.

<<  <  ج: ص:  >  >>