للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتشقّ البحار في الليل شقّا ... حركات تولّدت من سكون

لك في الخنّ حين تنزل فيه ... نفثات شبيهة بالجنون (١)

وكأنّ القمتر في يدك اليم ... نى بليل عكاز أعمى مهين (٢)

٢٠ تحرث الأرض بالمنابل حرثا ... وتدقّ الأوتاد دقّ القيون (٣)

بسواري سنط غلاظ جفاة ... قطّعت من حراج سفط رشين (٤)

تحمل القمح للرّحا في قفاف ... عملت في رشيد أو سنديون (٥)

فإذا ما انتهى وصار دقيقا ... صرت للفرن في محلّ العجين

فتهيّي خبزا غليظ الحواشي ... فيه طعم الكمّون والأنسون (٦)

٢٥ كم لعمري حملت حملا ثقيلا ... لم تقل عند ذاك: هل من معين؟

فالجواعيس والدواميس تشكو ... شجوها دائما إلى القطقون (٧)

والأروبات والطوانس تبكي ... بدموع تزري بدمع العيون (٨)

كانت المركب التي كنت فيها ... حرما آمنا كحصن حصين

وهي اليوم بعد فقدك عطل ... بل حطام ملقى ليوم الدين

وقال يرثي قزّازا اسمه ياسين [طويل]:

بكى فقدك المكّوك والمقبض السّنط ... وناح عليك النير والتخت والمشط

وتنتحب المطوى عليك، وطالما ... توسّدتها، والزور يدفعه القطّ (٩)

وأعولت الألطاخ والمغزل الذي ... تدوّره فيها أناملك السّبط (١٠)

أنامل لم تخلق لشيء سوى السّدى ... وللّقط والتخليص، يا حبّذا اللقط!

وصائحة ولهى عليك حزينة ... مدلّهة والحقّ أحكمه الخرط (١١) ٥

وتحسب أصوات اللطوخ لدى السّدى ... حمائم برج طرن نفّرها القطّ

وقاعدة، والعود منها مجدّد ... كشمعة صبح لم يش [ن] رأسها القطّ


(١) الخنّ: قعر السفينة الذي تودع فيه البضائع (دوزي).
(٢) القمتر أو الغمتر: لم نهتد إلى معناها.
(٣) المنابل: ترجمها دوزي بالأوتاد أيضا.
(٤) السواري ج سارية وهي الصاري: عمود المركبة المنتصب وسطها، وتعلّق به الأشرعة. والشّنط بالفتح هو شجر القرظ ذو الشوك. والشّفط هو الوعاء كالقفّة.
والرشين صمغ الصنوبر (دوزي) وقد يكون المائع الذي تسدّ به شقوق السفن.
(٥) رشيد مرفأ مصريّ معروف. وسنديون ذكرها الوطواط، ١/ ٤٩ في الأعمال القليوبيّة.
(٦) الكمّون في الأبزار والتوابل معروف. والأنسون نبات طيّب الرائحة.
(٧) الدواميس ج داموس: الغار المظلم. أمّا الجواعيص والقطقون فلا ندري ما هي.
(٨) الأروبات: الأربة هي العقدة. والطوانس ج طونس:
حبل السفينة، وعند دوزي: الحبل الخشن، وأصل الكلمة يونانيّ.
(٩) المطوى: قضيب خشبيّ يلفّ عليه النسيج. والزور والقطّ لم نعرفهما.
(١٠) الألطاخ: ج لطخ، وهي في العاميّة القصبة التي يدير عليها الحائك غزله، وتوافق في الدارجة التونسيّة «لقّاطة». وقال هذا الشاعر في قصيدة أخرى: كأنّما مغزل الألطاخ في يده ... ويجمعها على اللطوخ في البيت السادس.
(١١) الحقّ بالضمّ: الوعاء. والخرط هو التدوير والعقد.
والحرتة في تونس: العقدة المحكمة المدوّرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>