للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليهنّ. وعاد إلى القلعة.

وصار صرغتمش ينزل ومعه بدر الدين ناظر الخاصّ وشهود الخزانة وينقل حوامل ابن زنبور حتى أعياهم كثرة ما وجدوا له. وتتبّعت حواشيه فوجد له في ركن داره خمسة وستّون ألف دينار.

ثمّ [طلبه] وجرّده من ثيابه وضربه عريانا فلم يعترف بشيء وعاقب ابنه وامرأته عدّة أيّام.

فكانت عدّة الحمّالين الذين حملوا على رءوسهم ما وجد له من القماش ونحوه ثمانمائة حمّال، سوى ما حمل على البغال.

ووجد له من أواني الذهب والفضّة ما زنته ستّون قنطارا، ومن الجواهر ستّون رطلا، ومن اللؤلؤ كيل إردبّين، ومن الذهب الهرجة (١) مائتا ألف دينار وأربعة آلاف دينار، ومن الحوائص ستّة آلاف حياصة وستّة آلاف كلفتاه زركش.

ووجد له ألفا فرجيّة (٢) كان يلبسها، وستّة آلاف بساط، ومن الصنج التي يوزن بها ما قيمته خمسون ألف درهم، ومن الشاشات ثلاثمائة شاش.

ومن الخيل والبغال ألف رأس، ومن البقر ستّة آلاف رأس، وأغنام حلّابة ستّة آلاف [١٧٨ أ] رأس.

وخمسة وعشرون معصرة للسكّر. وبيد حواشيه سبعمائة إقطاع، متحصّل كلّ إقطاع منها خمسة وعشرون ألف درهم في كلّ سنة.

ومائة عبد، وستّون طواشيّ، وسبعمائة جارية، وسبعمائة مركب في النيل.

وأملاك قوّمت بثلاثمائة ألف دينار، ورخام

بمائتي ألف درهم، ونحاس بأربعة آلاف دينار، وسروج وبدلات، عدّة خمسمائة.

ووجد له اثنان وثلاثون مخزنا ملانة بأصناف البضائع قوّمت بأربعمائة ألف دينار.

وسبعة آلاف نطع،

وخمسمائة حمار،

ومائتا بستان، وألف وأربعمائة ساقية.

وفي بيت المال مائة وستّون ألف درهم، وفي الأهراء عشرون ألف، وذلك سوى ما نهب له وقت الحوطة وسوى ما اختلس له.

على أتّ موجوده قوّم وبيع بنصف قيمته.

وكان قد عظم إلى الغابة بحيث كان، إذا أخرجت الخيول من الإصطبل السلطان [يّ] للتفرقة على أرباب الوظائف في كلّ سنة تخرج له ثلاثة أرؤس. وإذا خلع على أرباب الوظائف يخلع عليه ثلاث خلع.

وبعدت كلمته وقويت مهابته، وفخمت نعمته وتجاوزت سعادته. واتّجر في سائر الأصناف حتى في الملح والكبريت. وكان ربح متجره في سنة واحدة زيادة على ألف ألف درهم، منها ربحه في الزيت الحارّ خاصّة مائة ألف وعشرة آلاف درهم.

فكثرت حسّاده وعاداه الكتّاب لضبطه، فأحصوا عليه ما يتحصّل له وأخذوا في إغراء الأمير صرغتمش به، وأنّه كان يحمل إلى الأمير شيخو مال الخاصّ كلّه، وأنّه هو الذي عمّر له الدار التي على النيل، ويقوم له بما يحتاج إليه في [١٧٨ ب] كلّ سنة من الحوائص، حتّى امتلأ من عداوته وصار يسمع شيخو ما ينكيه به ويشنّع عليه بسبب ابن زنبور، ويلتزم أنّه إن مكّن منه أخذ للسلطان أموالا ينتفع بها، وشيخو يتلطّف به ويدافعه عنه، وابن زنبور يصانعه ويحمل إليه الأموال، وهو لا يزداد إلّا حنقا عليه.


(١) الهرجة: هكذا أيضا في السلوك، ٢/ ٨٨٠ ولم نفهمها، وفي أعيان العصر مع نفس المبلغ: ذهب مصكوك.
(٢) الفرجيّة: رداء «مفرّج من قدّام من أعلاه إلى أسفله مزرّر بالأزرار» (صبح ٤/ ٤٢) وهي في النفاسة دون دلق القضاة.
والحياصة هي المنطقة أو الحزام. والكلفتاه كالوتة الرأس. وانظر السلوك ٢/ ٨٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>