للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أكرم الصغير نظر الدواوين. فاتّفقا على ابن الغنّام، ونمّا عليه عند السلطان أنّه أخذ مالا كثيرا بدمشق من المصادرين ولم يحمل منه (١) إلّا ما قلّ، وساعدهما كريم الدين عبد الكريم ناظر الخاصّ. فقبض عليه في يوم الخميس سابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة [وسبعمائة] وعلى الأسعد غبريال النصرانيّ كاتب الأمير أرغون النائب، لاتّفاقه مع ابن الغنّام على مرافعة كريم الدين الكبير [ابن هبة الله]. وقبض أيضا على العلم كبيبة كاتب منكلي بغا بهذا السبب أيضا.

وأحضر الثلاثة إلى السلطان فضرب بحضرته ابن الغنّام نحو الستّين عصا، وضرب غبريال بالمقارع، وضرب كبيبة بالعصيّ وسلّم ابن الغنّام للأمير بدر الدين محمّد [١٨٨ ب] ابن التركماني مشدّ الدواوين وأوقعت الحوطة على أسبابه وتعلّقاته، وتولّى مجد الدين سالم بيع موجوده في داره مدّة شهر فحمل منها نحو الثلاثمائة ألف درهم عن ثمن أصناف (٢) ولم يوجد له درهم ولا دينار.

ثمّ أفرج عنه ولزم داره إلى تاسع عشر ذي الحجّة منها [سنة ٧١٣] فطلب واستقرّ ناظر النظّار عوضا عن الصاحب ضياء الدين عبد الله بن أحمد النشائيّ بحكم انتقاله إلى نظر الخزانة بعد وفاة سعد الدين الحسين بن عبد الرحمن الأقفهسيّ.

وأبطل السلطان الوزارة فلم يول بعد ابن الغنّام وزيرا.

فلمّا مات تقيّ الدين أسعد [الأحول] ابن أمين الملك المعروف بكاتب برلغي وهو (٣) في نظر الدولة أفرد أمين الملك ابن الغنّام بنظر الدواوين

في خامس عشر رجب سنة ستّ عشرة [وسبعمائة]. ثمّ صرف في رابع عشر جمادى الآخرة سنة سبع عشرة، ولزم تربته بالقرافة.

وولي عوضه التاج إسحاق ابن القمّاط، والموفّق [هبة الله] (١*) مستوفي سلار، نقلا من استيفاء الدولة إلى نظر الدواوين.

ثمّ أخرج في سابع عشر صفر سنة ثماني عشرة على البريد إلى طرابلس ناظرا عليها. وسبب ذلك أنّه لمّا طالت عطلته اجتمع بالأمير سيف الدين بكتمر البوبكري وبسط لسانه في كريم الدين الكبير ناظر الخاصّ، ونسبه إلى أخذ أموال السلطان ونفقها على الخاصّكيّة ليقوّوا أمره ويشدّوا أزره.

فبلّغ البوبكريّ كلامه للسلطان فذكره لكريم الدين فلم يظهر حنقا وقال: هو يا خوند معذور فإنّه قد بطل، ولا بدّ له من شغل يأكل فيه صدقة السلطان.

وعيّنه لنظر طرابلس وقصد بذلك إبعاده عن السلطان ووضع مقداره. فللحال بعث السلطان إليه خلعة مع بريديّ ليتوجّه به فسار من وقته وساعته.

وأقام بطرابلس إلى أن عفا عنه من مباشرتها في صفر سنة عشرين، ورسم بإقامته في القدس ورتّب له في كلّ شهر ألف درهم، وبعث إليه كريم الدين بهديّة سنيّة.

ثمّ لمّا قبض على كريم الدين في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين استدعاه السلطان من القدس ليوليه الوزارة، فقدم على البريد في رابع عشرينه، وأجلسه السلطان وطيّب خاطره وألبسه تشريف الوزارة، فقبّل الأرض ثمّ قبّل يد السلطان.

فأكّد عليه في تحصيل أموال كريم الدين حيث كانت وقال له: ما تركتك في القدس مدّة سبع


(١) في المخطوط: منها.
(٢) ثمن الأصناف: قراءة ظنّيّة.
(٣) هنا أيضا كلمة غير مفهومة. وانظر السلوك، ٢/ ١٦٦.
ومرّت ترجمة الشقيّ الأحول برقم (٧٣٤).
(١*) الإكمال من السلوك، ٢/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>