للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقالت الأحلاف (١): والله لئن تكلّمنا في هذا ليغضبنّ المطيّبون.

وقال ناس من قريش: تعالوا، وليكن حلفا فضولا دون المطيّبين ودون الأحلاف!

واجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان، فصنع لهم طعاما ... وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ معهم قبل أن يوحى إليه، وهو ابن خمس وعشرين سنة.

فاجتمعت بنو هاشم، وأسد، وزهرة، وتيم، وتحالفوا على أن لا يظلم بمكّة غريب ولا قريب، ولا حرّ ولا عبد، إلّا كانوا [١٩٣ أ] معه حتّى يأخذوا له حقّه، ويؤدّوا إليه مظلمته من أنفسهم ومن غيرهم، ثمّ عمدوا إلى ماء زمزم فجعلوه في جفنة فبعثوا به إلى البيت فغسلت منه أركانه ثمّ أتوا به فشربوه. (قال) فحدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلف الفضول. [أ] ما لو دعيت إليه اليوم لأجبت، وما أحبّ لي به حمر النّعم، وأنّي نقضته!

(قال) وحدّثني عبد العزيز بن عمر العبسيّ أنّ الذي اشترى من الزيديّ المتاع العاصي بن وائل السهميّ. (قال) أهل حلف الفضول بنو [عبد] المطّلب، وبنو أسد بن عبد العزّى، وبنو زهرة، وبنو تيم. تحالفوا ألّا يظلم أحد بمكّة إلّا كنّا جميعا مع المظلوم على الظالم حتى نأخذ له مظلمته ممّن ظلم، شريفا كان أو وضيعا، منّا أو من غيرنا. ثمّ انطلقوا إلى العاصي بن وائل فقالوا له: لا نفارقك حتّى تؤدّي له حقّه.

فأعطى الرجل حقّه. فمكثوا كذلك لا يظلم أحد بمكّة إلّا أخذوا له حقّه. فكان عتبة بن ربيعة بن عبد شمس يقول: لو أنّ رجلا خرج من قومه، لخرجت من عبد شمس حتى أدخل في حلف الفضول- وليس عبد شمس في حلف الفضول (١*).

وعن هشام بن عروة عن أبيه أنّ بني هاشم وبني عبد المطّلب وأسد بن العزّى وتيم بن مرّة احتلفوا على أن لا يدعوا بمكّة كلّها ولا في الأحابيش مظلوما يدعوهم إلى نصرته إلّا أجابوه حتى يردّوا إليه مظلمته ويبلغوا في ذلك عذرا، وعلى أن لا يتركوا لأحد عند أحد فضلا إلّا أخذوه، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- ولذلك سمّي حلف الفضول- فتحالفوا بالله: إنّا ليد على الظالم حتى نأخذ للمظلوم من الظالم ما بلّ بحر صوفة.

وعن محمد بن فضالة عن أبيه قال: لم يكن بنو أسد بن عبد العزّى في حلف الفضول.

وعن عيسى بن زيد بن خباب قال: أهل حلف الفضول بنو هاشم، وزهرة، وتيم.

قيل له: فهل لذلك شاهد من الشعر؟

قال: نعم. أنشدني بعض أهل العلم بقريش قول بعض الشعراء [البسيط/ الكامل: ]

تيم بن مرّة إن سألت وهاشم ... وزهرة الخير في دار ابن جدعان

متحالفين على الندى ما غرّدت ... ورقاء في فنن من جزع كتمان (٢*)

وعن أبي عبيدة قال: تداعى بنو هاشم، وبنو [عبد] المطّلب، وبنو أسد بن عبد العزّى، وبنو


(١) الأحلاف: بنو عبد الدار، ومعهم بنو مخزوم وبنو سهم وبنو جمح وبنو عديّ. قال بعضهم [الخفيف]:
ولها في المطيّبين جدود ... ثمّ نالت نوائب الأحلاف
(١*) انظر شرح نهج البلاغة ١٥/ ٢٢٤.
(٢*) حاشية في المخطوط: كتمان: واد بنجران. والبيتان مختلفا الوزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>