للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقتل أو يشف به على القتل؟ - وجعل يضرب بسيفه ويقول: «الغمرات ثمّ ينجلينا» (١)، حتّى كشف أهل الشام وألحقهم بصفوف معاوية، وعادت ميمنة عليّ رضي الله عنه إلى مواقعها.

فلمّا قتل عمّار بن ياسر رضي الله عنه قال الأشتر [الرجز]:

نحن قتلنا حوشبا ... لمّا غدا قد أعلما

وذا الكلاع قبله ... ومعبدا إذ أقدما

إن تقتلوا منّا أبا ال ... - يقظان شيخا مسلما

فقد قتلنا منكم ... سبعين رأسا مجرما

٥ أضحوا بصفّين وقد ... لاقوا نكالا مؤثما

وقال أيضا [الطويل]:

وسار ابن حرب بالغواية يبتغي ... قتال عليّ والجيوش مع الجفل

فسرنا إليهم جهرة في بلادهم ... فصلنا عليهم بالسيوف وبالنبل

فأهلكهم ربّي وفرّق جمعهم ... وكان لنا عونا وذاقوا ردى الخبل

وأقبل عمرو بن العاص في بعض أيّام صفّين في خيل، فأتى الناس الأشتر فقالوا: نريد يوما من أيّامك الأول، فأخذ لواءه ثمّ حمل وهو يقول [الرجز]:

إنّي أنا الأشتر معروف الشتر ... إنّي أنا الأفعى العراقيّ الذكر

لست من الحيّ ربيع أو مضر ... لكنّني من مذحج الغرّ الغرر

وأنت من حيّ قريش من نفر ... هزل مشائيم من اولاد غدر

فضارب القوم حتى ردّهم على أعقابهم ورجعت خيل عمرو.

وقال أيضا [الرجز]:

أضربهم ولا أرى معاوية ... الأخزر العين العظيم الحاوية

هوت به في النار أمّ هاوية ... جاوره فيها كلاب عاوية

أغوى طغاما لا هدته هادية

وقال [الرجز]:

حرب بأسباب الردى تأجّج ... يهلك فيها البطل المدجّج

يكفيكها همدانها ومذحج ... قوم إذا ما جشموها أنضجوا

روحوا إلى الله ولا تعرّجوا ... دين قويم وسبيل منهج

وبرز لعبيد الله بن عمر بن الخطّاب وهو يقول، وقد أزبد- وكان إذا أراد القتال أزبد [الرجز]:

أكلّ يوم هامتي مقيّرة ... بالضرب أبغي ميتة مؤخّرة

والدرع خير من برود حبرة ... يا ربّ جنّبني سبيل الكفرة

واجعل وفاتي بأكفّ الفجرة ... لا تعدل الدنيا جميعا وبرة (٢)


(١) مجمع الأمثال ٢٦٦٨.
(٢) تقف الترجمة هنا مع اللوحة ٢٩ ب، كأنّ البقيّة سقطت.
فلا ذكر لتوليته مصر ولا لموته بالقلزم مسموما في طريقه إلى ولايته، وانظر الكندي ٢٣ - ٢٦.-

<<  <  ج: ص:  >  >>