للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما هو إلّا منزل مثل منزلي ... وبيت ودار مثل بيتي أو داري

فلا تنكري طول المدى وأذى العدى ... فإنّ نهايات الأمور لإقصار

لعلّ وراء الغيب أمرا يسرّنا ... يقدّره في علمه الخالق الباري

ولمّا عزل عن الأهواز، أتاه الناس يودّعونه، وفيهم أبو شراعة. وأخذه بيده في الحرّاقة وأنشد رافعا صوته [الرمل]:

ليت شعري أيّ قوم أجدبوا ... فأغيثوا بك من بعد العجف

نزل اليمن من الله بهم ... وحرمناك لذنب قد سلف

إنّما أنت ربيع باكر ... حيثما صرّفه الله انصرف

يا أبا إسحاق سر في دعة ... وامض مصحوبا فما عنك خلف

فضحك إليه ووصله وسار.

واستأذن عليه العطويّ الشاعر، فحجبه آذنه، فكتب إليه [الطويل]:

أتيتك مشتاقا فلم أر جالسا ... ولا ناظرا إلّا بعين قطوب

كأنّي غريم مقتض أو كأنّني ... نهوض حبيب أو حضور رقيب

فأدخله وهو يقول: هي بالله نهوض حبيب أو حضور رقيب.

وفي بني المدبّر يقول محمد بن عليّ الشطرنجيّ [المجتثّ]:

قد أحدث القوم دينا ... وجدّد القوم نسبة

وكان أمرا ضعيفا ... فضبّبوه بضبّة

ومن شعر إبراهيم [المنسرح]:

يا كاشف الكرب بعد شدّته ... ومنزل الغيث بعد ما قنطوا

لا تبل قلبي بشحط بينهم ... فالموت دان إذا هم شحطوا

وقال [الكامل]:

قالوا: أضرّ بنا السحاب بوكفه ... لمّا رأوه لمقلتي يحكي [٦٢ ب]

لا تعجبوا ممّا ترون فإنّما ... هذي السماء لرحمتي تبكي

وقال [السريع]:

ما دمية في مرمر صوّرت ... وظبية في خمر عاطف

أحسن منها يوم قالت لنا ... والدمع من مقلتها ذارف:

لأنت أحلى من لذيذ الكرى ... ومن أمان ناله خائف

وقال [الكامل]:

أأخيّ إنّ أخاك مذ فارقته ... شوقا إليك فؤاده يتقطّع

يشكو جفاءك معلنا بلسانه ... وفؤاده من خوف غدرك موجع

ويقول معتذرا إلى من لامه ... «إنّ الشقيق بسوء ظنّ مولع»

اسلم وكن لي كيف شئت على النوى ... مهما فعلت فلست ممّن يقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>