للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإسكندريّ. وقرأ على شمس الدين محمد بن منصور بن موسى الحاضريّ، وكمّل عليه في أوّل سنة ثلاث وتسعين. ثمّ لازم الشيخ مجد الدين التونسيّ في أثناء سنة اثنتين وتسعين، وشرع عليه في ختمه للسبعة، وشرح عليه القصيد، وتفقّه في بحوث القراءات به. وقرأ النحو وسمع الحديث من رجب سنة اثنتين وتسعين، فسمع على ابن عساكر وابن التوزريّ، وعائشة بنت المجد، وجماعة.

وشغف بالحديث فاستأذن أباه في الرحلة إلى بعلبك فأذن له، وسافر، فلزم التاج عبد الخالق، والموفّق ابن قدامة والشيوخ. وقرأ على الشيخ موفّق الدين ابن قدامة ختمه للسبعة في نحو خمسين يوما. وقرأ عدّة كتب من المسندات. ثمّ عزم على الرحلة إلى ديار مصر، فغضب أبوه وحلف لا يعطيه فلسا. فأخذ ينسخ بالأجرة إلى أن جمع مائة وثمانين درهما، وزوّدته أخته بشيء.

فخرج في رجب سنة خمس وتسعين، ونزل بزاوية ابن الظاهريّ في خارج باب البحر من القاهرة.

وقرأ السيرة لابن هشام على الأبرقوهيّ. ثمّ سافر إلى الإسكندريّة ولقي بها يحيى ابن الصوّاف، فقرأ عليه القراءات والحديث. وقرأ على سحنون (١) قراءة نافع وعاصم. وعاد إلى القاهرة فسمع وقرأ كثيرا. وعاد إلى دمشق بعد ما قرأ على الجعبريّ.

وسمع بنابلس، ومشيخته بالسماع والإجازة نحو ألف وثلاثمائة شيخ جمعهم معجمه الكبير (٢).

ثمّ ولي خطابة كفربطنه من قرى غوطة دمشق، وسكنها، ولازم الاشتغال والتخريج والاختصار والتصنيف [٩٠ ب]. ثمّ ولي مشيخة دار الحديث

الظاهريّة وغيرها. وانتهت إليه الرئاسة في معرفة الحديث وعلله وصحيحه وسقيمه ورجاله، والجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف، واستدرك على الحفّاظ. ولم يزل يصنّف مع إفادة الطلبة إلى أن أضرّ في آخر عمره.

ومن مصنّفاته: تاريخ الإسلام في أحد وعشرين مجلّدا. واختصر تاريخ بغداد، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ ابن الدبيثيّ. وانتخب كثيرا من تاريخ ابن النجّار. وذيّل السمعانيّ ووفيات المنذريّ، والشريف الحسنيّ، والبرزاليّ. واختصر تاريخ نيسابور، وتاريخ أبي شامة، وكتاب تهذيب الكمال للمزّيّ. وصنّف طبقات القرّاء مرّتين، الثانية هذّبه، وطبقات الحفّاظ المهرة في مجلّدين. وكتاب ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ثلاث مجلّدات. وكتاب نبأ الدّجّال. وكتاب المشتبه في الأسماء والأنساب.

وكتاب مناقب العشرة رضي الله عنهم، وكتاب العبر في خبر من غبر، مجلّدين. وكتاب تاريخ دول الإسلام، مجلّد. وكتاب تجريد أسماء الصحابة، مجلّد كبير.

وكتاب المغني في الضعفاء، مجلّد. وكتاب الضعفاء أيضا، أصغر من المغني. وكتاب النبلاء في شرح الأئمّة الستّة. وكتاب مختصر الكنى. وكتاب تراجم أعيان النبلاء من الأئمّة والحفّاظ والكبراء والوزراء والملوك، في عشرين مجلّدا. وكتاب الممتع، في ستّة أسفار. وكتاب الزيادة المصطفويّة، جزء واحد كبير. وآية الكرسيّ، جزء. وسيرة الحلّاج، جزءان.

وكتاب تحريم أدبار النساء، جزء ضخم، واختصره.

وكتاب الكبائر ثلاثة [٩١ أ] كراريس. وكتاب الشفاعة، جزء. وكتاب صفة الجنّة، جزءان، وحديث القهقهة، جزء. وطرق حديث ينزل (٣)


(١) هذا السميّ لإمام القيروان هو عبد الرحمن بن عبد الحليم الدكّالي المقرئ (٦١٦ - ٦٩٥). انظر معجم شيوخ الذهبيّ ٢٨٩ (٤٠٦).
(٢) هم ١٠٤٣ في طبعة الدكتورة روحيّة السيوفيّ، بيروت ١٩٩٠.
(٣) لم نجد هذا العنوان في القائمة الطويلة التي استعرض بها ناشرا سير أعلام النبلاء مؤلفات الذهبي ج ١/ ٧٥. ولا في معاجم كتاب الحديث.-

<<  <  ج: ص:  >  >>