للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٠١ أ] بشر وغيره. وقال محمد بن أبي حذيفة في الليلة التي قتل في صباحها: هذه الليلة التي قتل في صباحها عثمان، فإن يكن القصاص لعثمان فسنقتل في غد! - فقتل من الغد.

قال هشام بن الكلبيّ: استأذن محمد [بن أبي حذيفة] عثمان في غزو البحر فأذن له، فخرج إلى مصر. فلمّا رأى الناس عبادته وزهده أعظموه.

وكان محمد جهوريّ الصوت، فكبّر يوما خلف عبد الله بن سعد [بن أبي سرح] تكبيرة أفزعته، فشتمه ابن سعد وقال: أنت حدث أحمق، ولولا ذلك قاربت بين خطاك!

وقال ابن يونس: وكان يسمّى مشئوم قريش.

وكان ابن خال معاوية بن أبي سفيان: فإنّ أباه حذيفة وهندا أمّ معاوية، أبوهما عتبة بن ربيعة.

وقال أبو أحمد الحاكم: كان عاملا على مصر قد ضبطها فخدع حتّى خرج إلى العريش وخلّف الحكم بن [الصلت بن مخرمة بن] المطّلب (١)، فنصبالمنجنيق عليه حتى نزل على صلح في ثلاثين من أصحابه، فحبسوا ثمّ قتلوا. فبعث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قيس بن سعد بعد ذلك إلى مصر. وقال حرملة بن عمران: حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك بن بليل: حدّثني أبي قال: كنت مع عقبة بن عامر الجهنيّ قريبا من المنبر يوم الجمعة. فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس ثمّ قرأ عليهم سورة من القرآن- وكان من أقرإ الناس- فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ليقرأنّ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق

السهم من الرميّة» (٢).

وقد قيل إنّ عمرو بن العاص سار إلى مصر، فلقيه ابن أبي حذيفة في جيش كثير، فخدعه وأتاه فقال له: إنّه قد كان ما ترى، وقد بايعت معاوية، وما أنا براض بكثير من أمره، وإنّي لأعلم أنّ صاحبك- يعني عليّ بن أبي طالب- أفضل من معاوية نفسا وقدما، وأولى بهذا الأمر. فواعدني موعدا ألتقي فيه معك في غير جيش: تأتي في مائة، وآتي في مثلها وليس معنا إلّا السيوف في القرب.

فتعاهدا على ذلك واتّعدا العريش. وعاد عمرو إلى معاوية وأخبره الخبر. فلمّا جاء الأجل سارا في العدّة التي تعاهدا عليها، وقد أكمن عمرو جيشا خلفه. فعند ما رأى كلّ منهما صاحبه طرق جيش عمرو، فالتجأ ابن أبي حذيفة إلى قصر بالعريش وامتنع به. فحصره عمرو ورماه بالمنجنيق حتّى أخذ أسيرا، وبعثه إلى معاوية فسجنه. وكانت قرط امرأة معاوية تبعث إليه بالأكل لأنّ أمّها فاطمة ابنة عتبة عمّته. فبعثت إليه يوما بمبارد في الطعام، فبرد قيوده وفرّ إلى غار فأخذ منه وقتل. وقيل: بل بقي محبوسا حتى قتل حجر بن عديّ ففرّ. فطلبه مالك بن هبيرة السكونيّ وقتله. وقيل: بل تأخّر ابن حذيفة بعد قتل محمد بن أبي بكر، وخرج في جمع كبير على عمرو بن العاصي فأمّنه عمرو ثمّ غدر به وبعثه إلى معاوية فحبسه بفلسطين ففرّ فظفر به. وذلك أنّ معاوية أظهر أنّه كره هربه وبعث عبيد الله بن عمرو بن ظالم النخعيّ في طلبه فأدركه بحوران في غار، فجاءت حمر لتدخل فنفرت فقال أناس هناك: والله إنّ لنفرها أسبابا. ودخلوا فإذا ابن أبي حذيفة، فضرب عبيد الله عنقه.


(١) في المخطوط: ابن المطلب بن مخرمة والإصلاح من الكندي ١٩، وانظر في نهاية ابن أبي حذيفة، الطبريّ ٥/ ١٠٦.
(٢) الجامع الصغير ٢/ ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>