للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وليست الكيميا في غيرها وجدت ... وكلّ ما قيل في أبوابها كذب

قيراط خمر على القنطار من حزن ... يعيد ذلك أفراحا وينقلب [١٩٠ أ]

عناصر أربع في الكأس قد جمعت ... وفوقها الفلك السيّار والشّهب

١٠ ماء ونار هواء أرضها قدح ... وطوقها فلك والأنجم الحبب

ما الكأس عندي بأطراف الأنامل بل ... بالخمس تقبض لا يحلو لها الهرب

شججت بالماء منها الرأس موضحة ... فحين أعقلها بالخمس لا عجب

وما تركت بها الخمس التي وجبت ... وإن رأوا تركها من بعض ما يجب

وأن أقطّب وجهي حين تبسم لي ... فعند بسط الموالي يحفظ الأدب

١٥ صفراء فاقعة، في الكأس ساطعة ... كالتبر لامعة، كاساتها سحب

عاطيتها من بنات الترك عاطية ... لحاظها للأسود الغلب قد غلبوا

هيفاء جارية، للراح ساقية ... من فوق ساقية تجري وتنسكب

من وجهها وتثنّيها وقامتها ... تخشى الأهلّة والقضبان والكتب (١)

يا قلب، أردافها مهما مررت بها ... قف لي عليها وقل لي: هذه الكتب

٢٠ وإن مررت بشعر فوق قامتها ... بالله قل لي كيف البان والعذب؟ (٢)

تريك وجنتها ما في زجاجتها ... لكن مذاقته للريق تنتسب

تحكي الثنايا الذي أبدته من حبب ... «لقد حكيت ولكن فاتك الشنب» (٣)

ومن بديع شعره، قوله من أبيات [الطويل]:

سرى وستور الهمّ بالكأس تهتك ... وساكن وجدي بالغناء يحرّك

وأقسم لولا نار قلبي تبرقعت ... لها في الدياجي ما اهتدت كيف تسلك

فعاطيته كأسا فحيّا بفضلها ... ومازج ذاك الفضل ريق ممسّك

ولمّا رأيت القوم بالكأس صرّعا ... وأنّ [ ... ] المطران بالقوم يفتك

٥ أرقت دم الراووق حلّا لأنّني ... رأيت صليبا فوقه، فهو مشرك

وسالت دموع العين منه وكلّما ... بكى بالدما ممّا جرى منه أضحك

وزوّجت بنت الكرم بابن غمامة ... فصحّ على التعليق والشرط أملك (٤)

وقال [الطويل]:

ولمّا جلا فصل الربيع محاسنا ... وصفّق ماء النهر إذ غرّد القمري

أتاه النسيم الرطب رقّص دوحه ... فنقّط وجه الماء بالذهب المصريّ (٥)


(١) في المخطوط، والوافي: والقضبان والكتب. وفي فوات الوفيات: والقضبان والقضب. والكتب، جمع كتبة وهو الخيط، والسّير قد لا توافق القامة كما قابل الهلال الوجه والقضيب القدّ المتثنّي. ولا نرضى قراءة القضب لترادفها مع القضبان، وكذلك لا نرضى الكثب لأنّها آتية في البيت الموالي، وقد رضي ناشر أعيان العصر ٣/ ١٠٩ تكرار الكثب.
(٢) العذب من الشجر: غصنه.
(٣) شطر مشهور لابن الخيمي (ت ٦٨٥). انظر ترجمته رقم ٢٦٠٢، وصدره: يا بارقا بأعالي الرقمتين بدا.
(٤) كأن في البيت تلميحا إلى قضيّة فقهيّة في عقود الزواج، ولم نتبنينها.
(٥) الذهب المصريّ لا نعرفه، وقد ذكر دوزي ثمّ دهمان-

<<  <  ج: ص:  >  >>