للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٣١ أ] محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن أحمد بن أحمد بن فضل الله ابن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف، شيخنا القاضي مجد الدين، أبو الطاهر، ابن أبي يوسف، الفيروزآبادي، الشيرازيّ، الشافعيّ، إمام الناس في علم اللغة.

ولد بشيراز سنة تسع وعشرين وسبعمائة.

وسمع بها من المحدّث شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي المدنيّ صحيح البخاري.

وسمع ببغداد على بعض أصحاب الرشيد ابن أبي القاسم، وسمع بدمشق من مسندها محمد بن إسماعيل ابن الخبّاز جزء ابن عرفة، وعوالي الإمام مالك للخطيب، ومن محمد بن إسماعيل ابن الحمويّ [كتاب] السنن الكبير للبيهقيّ بفوت، ومن أحمد بن عبد الرحمن المرداويّ المنتقى من أربعين عبد الخالق الشحامي، ومن الإمام شهاب الدين أحمد بن مظفّر النابلسيّ معجم ابن جميع، ومن عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن قيّم الضيائيّة مشيخة الفخر ابن النجّار في تخريج ابن الظاهريّ

عنه، ومن يحيى بن عليّ بن مجلّي ابن الحدّاد الحنفيّ الأربعين النوويّة عن النوويّ.

وسمع ببيت المقدس على الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي.

وبمصر من محمد بن إبراهيم البياني الصحيحين، وعلى أبي الحرم القلانسيّ، ومظفّر الدين محمد بن محمد بن يحيى العطّار، والقاضي ناصر الدين محمد بن محمد بن أبي القاسم ابن التونسيّ، والمحدّث ناصر الدين محمد ابن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقيّ، وعلى الأديب جمال الدين محمد بن محمد بن محمّد بن الحسن بن نباتة، وعلى أحمد بن محمد بن الحسن الجزائريّ، وعليّ بن أحمد العرضيّ، والقاضي عزّ الدين ابن جماعة.

وسمع بمكّة من إمامها خليل بن عبد الرحمن المالكي، وقاضيها تقيّ الدين الحرازي، ونور الدين علي ابن الزين القسطلاني وغيرهم.

ولقي جمعا كبيرا من القضاة وأخذ عنهم وأخذوا عنه.

وخرّج له الجمال محمد ابن الشيخ موسى المرّاكشيّ المكيّ مشيخة حسنة عن شيوخه.

وكانت له بالحديث عناية، وكذا بالفقه، وله تحصيل في فنون العلم، لا سيّما اللغة، فإنّه كان فيها بحر علم لا تكدّره الدلاء، وألّف فيها تواليف جليلة.

فمن مصنّفاته:

كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، مجلّدان. وكتاب أسماع السادة في أسماء الغادة، وكتاب [٢٣١ ب] تنوير المقباس في تفسير ابن عبّاس، أربع مجلّدات. وكتاب تنشير فائحة الإهاب في تفسير فاتحة الكتاب، مجلّد كبير.


- وجمع في اللغة كتاب القاموس المحيط، أجاد فيه.
وشرح البخاريّ شرحا مطوّلا. وقدم القاهرة وأقام بها مدّة. ثمّ سكن مكّة زمانا حتى صار يكتب «الملتجئ إلى حرم الله».
ودخل الهند فأكرمه صاحب دله قبل خرابها، وبالغ في احترامه وتعظيمه.
ثمّ عاد إلى اليمن، فولّاه متملّكها الأشرف إسماعيل قضاءها، وحمل إليه مالا كثيرا. فصنّف له عدّة تصانيف. وتزوّج الأشرف بابنته.
ولم يزل على قضاء اليمن حتى مات بها في العشرين من شوّال سنة سبع عشرة وثمانمائة، وهو ممتّع بحواسّه، ولم يخلّف بعده من يدانيه في علم اللغة مع معرفة الحديث [٢٣٠ ب] والتفسير والفقه والتصوّف والنحو، والاقتدار على ارتجال الشعر.
رحمه الله فلقد كان من نوادر الدهر وأفراد الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>