وشرح البخاريّ شرحا مطوّلا. وقدم القاهرة وأقام بها مدّة. ثمّ سكن مكّة زمانا حتى صار يكتب «الملتجئ إلى حرم الله». ودخل الهند فأكرمه صاحب دله قبل خرابها، وبالغ في احترامه وتعظيمه. ثمّ عاد إلى اليمن، فولّاه متملّكها الأشرف إسماعيل قضاءها، وحمل إليه مالا كثيرا. فصنّف له عدّة تصانيف. وتزوّج الأشرف بابنته. ولم يزل على قضاء اليمن حتى مات بها في العشرين من شوّال سنة سبع عشرة وثمانمائة، وهو ممتّع بحواسّه، ولم يخلّف بعده من يدانيه في علم اللغة مع معرفة الحديث [٢٣٠ ب] والتفسير والفقه والتصوّف والنحو، والاقتدار على ارتجال الشعر. رحمه الله فلقد كان من نوادر الدهر وأفراد الزمان.