للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

افترقوا من غير رأي. وانصرف الوزير محمد بن عليّ بن مقاتل (١) في أكثر أهل الدولة ووجوه البلد. ومضى أبو المظفّر إلى داره في خلق.

ثم أصبحوا من الغد إلى دار الإمارة، وبعثوا إلى أبي بكر محمد بن عليّ الماذرائي فأحضروه وشاوروه فأشار بإقامة أونوجور، وأن يكون أبو المظفّر خليفته (٢) فتقرّر ذلك، وفوّض أمر الدولة لمحمد بن عليّ، وأقيم ابنه أبو عليّ الحسين بن محمد في الوزارة، وقبض على محمد بن علي بن مقاتل، وطلب منه المال، وذلك في يوم الخميس سادس المحرّم. وحضر هذا العقد وجوه الناس بمصر، وأهل الرأي، وهم: أبو بكر محمد بن علي الماذرائي، وأبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات، وأبو الحسن محمد بن عبد الرحمن الروذباري كاتب الإخشيد، وأبو بكر علي بن محمد بن كلا، وأبو عبد الله الحسين بن طاهر العلويّ، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن طباطبا، وأبو القاسم أحمد بن محمد بن الحسين الرسيّ، وأبو جعفر مسلّم بن عبيد الله العلويّ، وأبو محمد القاسم بن عبد الله الشبيه، في كثير من الأشراف ووجوه الكتاب. وكان أبو محمد الحسن بن طاهر العلويّ، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن عبد الوهاب الشام. وحضر هذا المجلس من أهل الدولة أحمد بن بدر الشمشاطيّ وأحمد بن موسى الزغلمان، وعمر بن فارس، وفارس كور التركيّ، وسائر الحجريّة.

وحضر أيضا أحمد بن محمد النيسابوري قاضي مكّة. وعبد الله بن محمد الخصيبي القاضي، وبكر ابن محمد القاضي المالكي، وأبو عبد الله أحمد بن شعيب بن [٢٣٢ ب] الوليد قاضي مصر والرملة

وطبريّة. وحضر من الشهود محمد بن يحيى بن مهديّ المالكي، وعبد الرحمن بن سلمويه الرازي، وعلي بن أحمد بن إسحاق البغدادي وجمع كثير.

وركب أبو القاسم أونوجور من الغد يوم الجمعة إلى الجامع العتيق في جيش مصر، وعمّه أبو المظفّر يحجبه، وخلفه أبو بكر محمد بن علي الماذرائي. وخلع على الحسين بن محمد الماذرائي، وكتب إلى دمشق بما استقرّ عليه الحال بمصر فسكنت الأمور.

وسار كافور الإخشيدي بالعسكر، ومعه أبو الفتح مزاحم بن محمد بن رائق مقيّدا وقدم إلى الفسطاط في أحسن زيّ وأكمل عدّة في سلخ صفر. وجلس أونوجور جلوسا عامّا للناس [٢٢٧ أ] وأنشد الشعراء في رثاء أبيه، فأنشد أبو الطيّب المتنبي يومئذ قصيدته التي أوّلها [بسيط]:

هو الزمان مشتّ [- ت] الذي جمعا ... في كلّ يوم ترى من صرفه بدعا (٣)

وأنشد محمد بن الحسن بن زكريا بن أسد قصيدة أوّلها [خفيف]:

في الرزايا روائع الأوجال ... والبرايا ذرّية الآجال (٤)

وأنشد مهلهل بن يموت بن المزرّع قصيدة مطلعها [خفيف]:

أيّ عزّ مضى من الإسلام ... أيّ ركن أضحى حديث انهدام (٥)


(١) في النجوم: كان صاحب خراج مصر.
(٢) في المخطوط: يخلفه.
(٣) هذا البيت غير موجود في ديوان المتنبيّ، وفي المخطوط: مشت بالذي. وهي قراءة العلّامة الميمنيّ في زياداته ٢/ ١١٩.
(٤) لم نعرف صاحب هذه القصيدة.
(٥) مهلهل بن يموت له ترجمة في تاريخ بغداد ١٣/ ٢٧٣ (٧٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>