للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلو كان لوط إماما لكم ... لأسلمتم يوم تلقون لوطا (١)

وقال [بسيط]:

تفاقد الذابحو عثمان ضاحية ... أيّ قتيل حرام- ذبّحوا- ذبحوا (٢)

ضحّوا بعثمان في الشهر الحرام، ولم ... يخشوا على مطمح الكفّ الذي طمحوا

فأيّ سنّة جور سنّ أوّلهم ... وباب سوء (٣) على سلطانهم فتحوا

ماذا أرادوا- أضلّ [الله] سعيهم- ... في سفح ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا

فاستوردتهم سيوف المسلمين على ... تمام ظمئ كما يستورد النّضح

إنّ الذين تولّوا قتله سفها ... لقوا أثاما وخسرانا وما ربحوا

وقال أبو بكر الصولي: وكان يسمّى «خليل الخلفاء» لإعجابهم به لحسن حديثه وعلمه وفصاحته. وكان به وضح ويغيّره (٤) بزعفران فقدم على عبد العزيز بن مروان، فكان حظيّا عنده يؤاكله ويحتمل ذاك لإعجابه به. ثم خرج من مصر إلى الشام إلى بشر بن مروان، وقال [وافر]:

ركبت من المقطّم في جمادى ... إلى بشر بن مروان البريدا

فمرّ بي البريد على شميل ... يجوب مهامها غبرا وسودا [٢٨٩ ب]

أمير المؤمنين أقم ببشر ... عمود الدين إنّ له عمودا

ودع بشرا يقوّمهم ويحدث ... لأهل الزيغ إسلاما جديدا

فلو أعطاك بشر ألف ألف ... رأى حقّا عليه أن يعودا (٥)

كأنّ التاج تاج بني هرقل ... جلوه لأعظم الأعياد عيدا (٦)

يصافح خدّ بشر حين يمسي ... إذا الظلماء صافحت الخدودا

على ديباج خدّي وجه بشر ... إذا الألوان حالفت الخدودا

قيل: إنّه عرّض بقوله: «إذا الألوان حالفت الخدودا» بكلف (٧) كان في [٢٦٢ أ] وجه عبد العزيز.

وإنّا قد وجدنا أمّ بشر ... كأمّ الأسد مذكارا ولودا

فأعطاه بشر مائة ألف درهم.

وكان سبب خروجه من مصر أنّه دخل على عبد العزيز بن مروان وعنده نصيب. فقال له: يا أيمن، كم ترى ثمن هذا العبد؟

فنظر إلى نصيب فقال: والله لنعم الغادي في إثر المخاض. هذا أيّها الأمير أرى ثمنه مائة دينار.

قال: فإنّ له شعرا وفصاحة.

قال: فثمنه ثلاثون دينارا.

قال: يا أيمن، أرفعه وتخفضه؟

قال: لكونه أحمق أيّها الأمير، أمثل هذا يقول الشعر أو يحسن شعرا؟


(١) في الأغاني: لأسلمتم في الملمّات لوطا.
(٢) شرح في هامش البيت: تفاقد القوم أي فقد بعضهم بعضا.
(٣) تصحيح فوق سوء: جور.
(٤) جعله الجاحظ من البرصان وقال ص ٧٨: ... يدلك مكان البرص بالحصّ أي الورس (الزعفران) وأيضا ص ١٦٢: ... يخضب يده ليغطّي البياض بالورس.
(٥) في الهامش: يزيدا.
(٦) في الهامش: الأيّام.
(٧) الكلف: النقاط الشقراء في الوجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>