للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخرج أيضا يزيد بن بغثر التّميميّ، فوجّه إليه بشر خيلا فقتلته.

وخرج هدبة بن عمرو الطائيّ في جماعة، فبعث إليه بشر فقتله (١).

ومات بشر بالبصرة بعد مقامه بها شهرين- وقيل: أربعة أشهر- وهو أوّل أمير على البصرة مات بها.

وهو أوّل من أحدث الأذان والإقامة ورفع اليدين في العيدين، فلمّا سمع الناس ذلك أنكروه.

وهو أوّل من عاقب في التخلّف عن الغزو:

وذلك أنّ الرجل كان إذا أخلّ بوجهه الذي يكتب إليه في زمن عمر وعثمان رضي الله عنهما، نزعت عمامته، ويقام للناس ويشهّر أمره. فقال مصعب:

ما هذا شيء! - وأضاف إليه حلق الرءوس واللّحى. فلمّا ولي بشر زاد فيه: فصار يرفع الرجل عن الأرض ويسمّرونه في يديه بمسمارين في حائط، فربّما مات وربّما خرق المسماران يديه، فقال فيه [البسيط]:

لولا مخافة بشر أو عقوبته ... وأن ينوّط في كفّيّ مسمار (٢)

إذا لعطّلت ثغري ثمّ زرتكم ... إنّ المحبّ لمن يهواه زوّار

وكان بشر سهل الحجاب ليّن الولاية، وله يقول أعشى بني شيبان [الوافر]:

رأينا ما خلا أخويه بشرا ... من الفتيان سيّد عبد شمس

وسيّد من سواهم من قريش ... ويصبح خيرهم أبدا ويمسي

إذا خلّى أخوك إلى أخيه ... خلافته بسعد غير نحس

فأنت الثالث الموصى إليه ... وصيّة حازم في غير لبس [٣٠٥ ب]

وله يقول أيمن بن خريم بن فاتك [الوافر]:

ركبت من المقطّم في جمادى ... إلى بشر بن مروان البريدا

فلو أعطاك بشر ألف ألف ... رأى حقّا عليه أن يزيدا

وقدم الأخطل البصرة وعليها بشر، وقد احتمل ديات عن قومه وحلف لا يسأل إلّا ربعيّا، فأتى مجلس بني سدوس فسألهم المعونة في حمالته، فقال الأسعدي (٣): أولست الذي يقول [الوافر]:

إذا ما قلت: قد صالحت بكرا ... أبى الأضغان والنسب البعيد

وأيّام لنا ولهم طوال ... يعضّ الهام فيهنّ الحديد

هما أخوان يصطليان نارا ... رداء الحرب بينهما جديد

والله لا نرفدك ولا نعينك، وإنّك منّا للهوان لأهل.


(١) هؤلاء الخوارج لم يذكرهم المبرّد في الكامل عند استعراضه لحرب المروانيّين مع الأزارقة ج ٣ ص ٣٠٦ وما بعدها. وقد ذكر الطبري ٦/ ٢١٦ صالح بن مسرّح «الرجل الناسك المخبت المصفّر الوجه ولكن بغير التفاصيل التي يذكرها المقريزيّ هنا. وبخصوص صالح بن مسرّح: انظر رسالة محمد شبيل عبد الجليل:
أدب الخوارج إلى نهاية القرن الثالث، كليّة الآداب منّوبة (تونس) ١٩٩٩ ص ٢٦٩ - ٢٧١.
(٢) في أمالي القالي ٢/ ٣٠: وأن يشدّ على كفّيّ مسمار.
وفي الشطر الرابع: إذا ما اشتاق زوّار.
(٣) في تعليق الأب صالحاني: ديوان الأخطل، ١٢٦ وهو الغضبان بن القبعثري الشيبانيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>