للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن خزيمة وقد نظر تفسير محمد بن جرير: قد نظرت فيه من أوّله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير.

وقال أبو محمد عبد الله بن [١٨٣ أ] أحمد الفرغانيّ في تاريخه: فثمّ من كتبه- يعني محمد بن جرير-: كتاب تفسير القرآن، وجوّده، وبيّن فيه أحكامه وناسخه ومنسوخه، ومشكله وغريبه، ومعانيه واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله، والصحيح لديه من ذلك، وإعراب حروفه، والكلام على الملحدين فيه، والقصص، وأخبار الأمّة والقيامة وغير ذلك، وغير ذلك ممّا حواه من الحكم والعجائب، كلمة كلمة وآية آية من الاستعاذة وإلى أبي جاد (١)، فلو ادّعى عالم أن يصنّف منه عشرة كتب كلّ كتاب منها يحتوي على علم مفرد عجيب مستقص، لفعل.

وثمّ من كتبه أيضا كتاب الغرائب والتنزيل والعدد. وثمّ أيضا كتاب اختلاف علماء الأمصار.

وثمّ أيضا التاريخ، إلى عصره. وثمّ أيضا تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين والخالفين إلى رجاله الذين كتب عنهم. وثمّ أيضا لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو مذهبه الذي اختاره وخرّجه واحتجّ له، وهو ثلاثة وثلاثون كتابا، منها كتاب البيان عن أصول الأحكام وهو رسالة لطيفة. وثمّ أيضا كتابه المسمّى التبصير، وهي رسالته إلى أهل طبرستان (٢) يشرح فيها ما يتقلّده من أصول الدين. وابتدأ تصنيف تهذيب الآثار، و [هو] من عجائب كتبه، فابتدأ بما رواه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه ممّا صحّ عنده بسنده، وتكلّم على كلّ حديث منه فابتدأ بعلله

وطرقه وما فيه من الفقه والسنن، واختلاف العلماء وحججهم وما فيه من المعاني، وما يطعن فيه الملحدون والردّ عليهم وبيان فساد مايطعنون به، فخرّج منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي، ومن مسند ابن عبّاس قطعة. وكان قصده فيه أن يأتي بكلّ ما يصحّ من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن آخره، ويتكلّم على جميعه حسب ما ابتدأ به فلا يكون لطاعن في شيء من علم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مطعن، ويأتي بجميع ما يحتاج إليه أهل العلم كما فعل في التفسير، فيكون قد أتى على علم الشريعة من القرآن والسنن، فمات قبل تمامه.

وابتدأ كتابه البسيط فخرّج منه كتاب الطهارة في ألف وخمسمائة ورقة، لأنّه ذكر في كلّ باب منه اختلاف الصحابة [١٨٣ ب] والتابعين وغيرهم من طرقها وحجّة كلّ من اختار منهم لمذهبه. وله اختيار رحمه الله في آخر كلّ باب منه واحتجاجه لذلك. وخرّج من البسيط أكثر كتاب الصلاة، وخرّج منه آداب الحكّام تامّا، وكتاب المحاضر والسجلّات، وكتاب ترتيب العلماء، وابتدأ بآداب النفوس، وهو أيضا من كتبه النفيسة، لأنّه عمله على ما ينوب الإنسان من الفرائض في جميع أعضاء جسده، فبدأ بما ينوب القلب واللسان والسمع والبصر، على أن يأتي بجميع الأعضاء، وما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك وعن الصحابة والتابعين ومن يحتجّ به، واحتجّ فيه وذكر كلام المتصوّفة والمتعبّدين وما حكي من أفعالهم، وإيضاح الصواب في جميع ذلك، فلم يتمّ الكتاب.

وكتاب آداب المناسك وهو ما يحتاج إليه الحاجّ من يوم خروجه وما يختاره له من الأيّام لابتداء سفره، وما يقوله وما يدعو به عند ركوبه ونزوله ومعاينة المنازل والمشاهد، إلى انقضاء حجّه.


(١) لعلّه يعني الحروف الأولى: أبجد.
(٢) في المخطوط: إلى أهل أمراء طبرستان.

<<  <  ج: ص:  >  >>