للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن محمّد بن المنكدر: رأيت بين عيني الزهريّ أثر السجود.

وعن إبراهيم بن سعد: سمعت أبي يسأل الزهريّ عن شيء من الخلع والإيلاء، فقال: إنّ عندي فيه لثلاثين حديثا ما سألتموني عن شيء منها.

وقال ابن القاسم عن مالك: بقي ابن شهاب وما له في الناس نظير.

وقال سعيد بن عبد العزيز: جعل يزيد بن عبد الملك ابن شهاب قاضيا مع سليمان بن حبيب.

وعن مكحول: أيّ رجل الزهريّ لولا أنّه أفسد نفسه بصحبة الملوك!

وروى الشافعيّ: ثنا عمّي قال: دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك، فقال:

من الّذي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ [النور: ١١].

قال: عبد الله بن أبيّ بن سلول.

فقال: كذبت! هو عليّ بن أبي طالب، يا ابن شهاب، من هو؟

قال: عبد الله بن أبيّ بن سلول.

فقال: كذبت! هو عليّ.

قال: أنا أكذب؟ لا أبا لك! فو الله لو ناداني مناد من السماء: إنّ الله تعالى أحلّ الكذب، ما كذبت! حدّثني سعيد بن المسيّب، وعروة، وعبيد الله، وعلقمة بن وقّاص، عن عائشة أنّ الذي تولّى كبره عبد الله بن أبيّ.

(قال): فما زال القوم يغرون به حتّى قال له هشام:

ارحل، فو الله ما ينبغي لنا أن نحمل عن مثلك.

قال: ولم؟ أأنا اغتصبتك على نفسي أو أنت اغتصبتني؟ فخلّ عنّي!

قال: ولكنّك استدنت ألفي ألف!

فقال: قد علمت، وأبوك قبلك، أنّي ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك.

فقال هشام: إنّا إن نهيّج الشيخ [يهتمّ الشيخ] (١).

فأمر فقضى عنه ألف ألف، فأخبر بذلك فقال:

الحمد لله الذي هذا هو من عنده.

وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعيّ يقول: مرّ تاجر بالزهريّ، وهو في قومه، والرجل يريد الحجّ، فابتاع منه بزّا بأربعمائة دينار إلى أن يرجع من حجّه. فلم يبرح حتّى فرّقه الزهريّ، فلمّا رجع وفّاه، وزاده ثلاثين دينارا.

وقال سعيد بن عبد العزيز: كنّا نأتي الزهريّ فيقدّم إلينا كذا وكذا لونا.

وعن حمّاد بن زيد: كان الزهريّ يحدّث، ثمّ يقول: هاتوا من أشعاركم وأحاديثكم، فإنّ الأذن [١٣١ أ] مجّاجة والنفس حمضة.

وقيل للزهريّ: إنّهم يعيبون عليك الدين، فقال: وكم ديني؟

قيل: عشرون ألف دينار.

قال: أناملي خمسة أعين، كلّ عين منها تمنّ أربعين ألف دينار.

ومن كلام الزهريّ: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب.

وقال: لا يرضى الناس قول عالم إلّا بعمل، ولا عمل عامل ما لم يعلم.

وقال: كنّا نكره [ ... ] حتّى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلما.

وقال: الاعتصام بالسنّة نجاة.

ومن شعره يخاطب أخاه عبد الله، وقيل: إنّه قالها لعبد الله بن عبد الملك بن مروان، من أبيات [الطويل]:


(١) قراءة ظنّيّة، وأخذنا بقراءة تاريخ دمشق ٢٤٠، وفي السّير ٥/ ٣٤٠: فقضى عنه ... وفي المخطوط: وذكر كلمة فأمر ...

<<  <  ج: ص:  >  >>