للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلماء كمنزلة عليّ في الصحابة، فإنّه كان أعلمهم وأقضاهم، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: أقضاكم عليّ، كذلك كان الشافعيّ أعلم العلماء بالفقه والقضاء.

ومنها ما ذكره أبو يوسف يعقوب ابن أخي معروف قال: بينا أنا في أيّام المحنة إذ دخل عليّ رجل عليه جبّة صوف بلا كمّين، فقلت: من أنت؟

قال: أنا موسى بن عمران. فقلت: أنت موسى بن عمران الذي كلّمه الله عزّ وجلّ وما بينك وبينه ترجمان؟ فبينا أنا كذلك إذ هبط علينا رجل من السقف عليه [ ... ] جعد الشعر، فقلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى بن مريم عليه السلام، ثمّ قال لي: أنا موسى بن عمران الذي كلّمني الله تعالى وما بيني وبينه ترجمان، وهذا عيسى بن مريم عليه السلام وهذا نبيّكم محمد صلّى الله عليه وسلم وأحمد بن حنبل وحملة العرش وجميع الملائكة يشهدون أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق.

ومنها أنّ عبد الله ابن الإمام أحمد قال: رأيت أبي في المنام فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، فقلت: جاءك منكر ونكير؟ قال: نعم. قلت:

ما قلت لهما؟ قال: قالا لي: من ربّك؟ فقلت:

سبحان الله! أما تستحيان منّي؟ فقالا: يا أبا عبد الله اعذرنا فإنّا بهذا أمرنا فتركاني وانصرفا.

ومنها ما نقل عن أحمد بن الفتح قال: رأيت بشرا الحافي في منامي، وهو قاعد في بستان وبين يديه مائدة يأكل منها، فقلت له: يا أبا نصر، ما فعل الله بك؟ قال: رحمني وغفر لي وأباحني الجنّة بأسرها. فقلت: فأين أخوك أحمد بن حنبل؟ فقال: ها هو قائم على باب الجنّة يشفع لأهل السنّة ممّن يقول إنّ القرآن كلام الله غير مخلوق.

ومنها ما ذكر عن عليّ بن الموفّق قال: كان لي ورد من الليل أقومه. فقمت ليلة الجمعة، ثمّ أخذت مضجعي فرأيت كأنّي أدخلت الجنّة فرأيت ثلاثة نفر من الناس أحدهم قاعد وبين يديه مائدة وعلى رأسه ملكان، ملك يطعمه الطعام وملك يسقيه الشراب، ورأيت رجلا في وسط الجنّة شاخصاببصره إلى الله عزّ وجلّ ورأيت رجلا يتعلّق بالناس فيدخلهم الجنّة، فقلت لرضوان: من هؤلاء الثلاثة الذين أعطوا في الجنّة هذا الخير كلّه؟ قال: هؤلاء إخوانكم الذين ماتوا ولا ذنب عليهم. قلت: صف لي! قال لي: أمّا الأوّل فإنّه بشر الحافي: منذ عقل عقله ما شبع من الطعام ولا روي من الماء مخافة من الله، فقد وكّل الله به ملكا يطعمه وملكا يسقيه. وأمّا الشاخص ببصره نحو العرش فهو معروف الكرخيّ، عبد الله لا خوفا من النار، ولا شوقا إلى الجنّة وإنّما هو شوقا إليه، فقد مكّنه من النظر إليه. وأمّا الثالث فهو الصادق في قوله الورع في دينه أبو عبد الله أحمد بن حنبل، أمره الجبّار أن يتصفّح وجوه أهل السنّة فيدخلهم الجنّة.

ومنها أنّ يعقوب بن عبد الله قال: رأيت سريّا السقطي في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال:

أباحني النظر إلى وجهه الكريم. فقلت: ما فعل أحمد بن حنبل وأحمد بن نصر؟ فقال: شغلا بأكل الثمار في الجنّة.

ومنها ما ذكره عبد الرحمن بن الصبّاح قال:

رأيت في المنام وكأنّي على شيء مرتفع وكأنّ بين يديّ رجلين وأحدهما يقول لصاحبه: قد أخذ صاحب ابن عمر يمتحن فقال له الآخر: لا تحزن عليه! وإذا قد أقبل رجل مخضوب الرأس واللحية فقال أحدهما لصاحبه: هذا جليس ابن عمر حتّى نسأله، فلمّا قرب الرجل إذا هو أحمد بن حنبل


- عن تعرّضه للبلاء بنيسابور أو مرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>