للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرجع إلى المستأذِن، فيقول له: قد أنبأتُ الأمير بك، يريد بوقوفك على الباب مستأذنًا.

وعلى كلا القولين، فالشيء الذي دلَّت الآية أن الله تعالى لا يعلمه في الأرض ليس هو ذوات الشركاء، بل هو ــ على الأول ــ: العلمُ بكونه تعالى له شركاء. أي أنّ هذا العلم معدوم في الأرض.

وعلى الثاني: كونه تعالى له شركاء، أي أن هذا الحكم المدَّعى ــ وهو أنه تعالى له شركاء ــ معدومٌ في الأرض.

فعلى كلا القولين، لا دلالة في الآية أن الشركاء المذكورين (١) فيها هم في الأرض. فتدبَّر.

أمَّا المختار، فهو القول الأول في هذه الآية؛ لمكان المعادلة بقوله: {أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ}، فلا يستقيم أن يقال: أتُنبئون الله بوجود شركاء أم بظاهر من القول.

وأما استقامة: أتنبئون الله بعلمٍ أم بظاهر من القول = فواضح.

فالآية من قبيل قوله تعالى: {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأنعام: ١٤٣]، وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} [الأنعام: ١٤٨]، وقوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأحقاف: ٤].


(١) سقط الراء من الكلمة في الأصل.