أقوم بخدمته، وأن ما وُفّقت له دائرة المعارف العثمانية من طبع تلك الكتب لا تكمل إلا بطبعه.
ثم لم يَمْهَل أن طلب صور ذاك الكتاب على نفقته الخاصة، ولم أشعر إلّا وهو يقدّم إليّ الصور.
١ - اسم الكتاب:
وقع في صدر هذه النسخة تسميته هكذا "بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في التاريخ". وجاء اسمه في ترجمة عباد بن عبد الصمد من "لسان الميزان": "كتاب خطأ البخاري". وفي "التهذيب" في ترجمة حسن بن شُفي: "خطأ البخاري". وفي ترجمة علي بن حفص المروزي:"كتاب الرد على البخاري". والأول هو المعتمد.
٢ - الموضوع والفائدة:
موضوع الكتاب على التحديد بيان ما وقع من خطأ أو شبهة في النسخة التي وقف عليها الرازيان من "تاريخ البخاري"، والشواهد تقضي أن أبا زرعة استقرأ تلك النسخة من أولها إلى آخرها، ونبه على ما رآه خطأ أو شبهه، مع بيان الصواب عنده، وترك بياضًا في مواضع، ثم تلاه أبو حاتم فوافقه تارة وخالفه أخرى واستدرك مواضع. وإذ كان البخاري والرازيان من أكابر أئمة الحديث والرواية، وأوسعهم حفظًا، وأثقبهم فهمًا، وأسدّهم نظرًا، فمِنْ فائدة هذا الكتاب: أن كل ما في "التاريخ" مما لم يعترضه الرازيّان فهو على ظاهره من الصحة بإجماعهم، ومثله بل أولى ما ذكرا أنه الصواب وحكيا عن "التاريخ" خلافه، والموجود في نُسَخ "التاريخ" ما صوَّباه.