للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقولوا: اللهم ... " (١).

بقي أمرٌ سادس: وهو أن يقال: إن أبا هريرة كان حريصًا على تبليغ الأحاديث، وكان الناس حريصين على السماع منه، ثم على التبليغ، وله أصحاب لازموه، وأكثروا عنه، مثل سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي صالح، وغيرهم.

فكيف يتفرد عنه بهذا الحديث رجلٌ لم يشتهر بالعلم، بل لم يُرْو عنه إلا هذا الحديث الواحد؟

وقد يجاب بأن معنى الحديث لما لم يكن فيه أمرٌ زائدٌ على ما هو معروفٌ من الشريعة، لم يهتم أبو هريرة بتكرار تبليغه، ولا اهتمَّ من لعله سمعه منه ــ غير ثابت ــ بالتحديث به.

١٢ - ثَرْوان بن مِلْحان:

تفرّد عنه سِماك بن حَرْب (م) (٢).

البخاري (١/ ٢/١٨٢): "ثروان بن ملحان التيمي الكوفي. قال لنا عبد الله ابن رجاء: حدثنا إسرائيل عن سماك عن ثروان بن ملحان قال: مرَّ علينا عمار بن ياسر، فقمنا إليه، فسألناه عن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبرنا أنه يكون ناس يأخذون المال ثم يقتل عليه بعضهم بعضًا.

وقال شعبة: ملحان بن ثروان.


(١) أخرجه أحمد رقم (٢١١٣٨)، والترمذي رقم (٢٢٥٢)، والنسائي في "الكبرى" رقم (١٠٧٠٣ - ١٠٧٠٩). قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
(٢) "المنفردات والوحدان" (ص ١٤٤).