للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٥٤)

[ل ٦٣/أ] ... (١) وهذا شهرُ رمضان واردٌ عليكم، فاستقبِلوه بالطاعة لله تعالى والإحسان فيها. وإنه ضيف نازل، فأكرِموه واحترِموه. وهو عمَّا قريبٍ راحِلٌ، فاغتنِموه، فلعلكم لا تبلغون مثلَه.

قال - صلى الله عليه وسلم -: "بُني الإسلامُ على خمسٍ: شهادة ألَّا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" (٢).

ألا، وإنَّ أعظَم ما تنفَع موعظتُه كلامٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والله سبحانه وتعالى يقول: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨]. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: ١٨٥].

اللهم حُفَّنا بعنايتِك، واكْفِنا بإعانتك، والطُفْ بنا في قضائك، وصُدَّ عنَّا عوارضَ بلائك (٣)، وثبِّتْنا بالقول الثابت يا ذا الجلال والإكرام.

رحم الله من سمِعَ الموعظةَ فانتفَعَ، ونُهيَ عن القبائح فارتدَعَ، وهُدِيَ


(١) الخطبة مخرومة من أولها. ولعل الورقة التي احتوت عليه ضاعت.
(٢) أخرجه البخاري (٨) ومسلم (١٦) من حديث ابن عمر.
(٣) رسم في الأصل: "قضاك ... بلاك".