للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٣٤) (١)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[ل ٣٨/ب] الحمدُ لله المتقدِّسِ عن الأشباه والأشكال، المتعالي عن الأضداد والأنداد والأمثال، المتنزِّهِ عن الرذائل والنقائص وسيِّئ الخلال، المتصفِ بأوصاف الجلال والجمال والكمال، المخالِف لجميع الحوادث في الذَّات والصِّفات على كلِّ حال؛ أحمده حمدَ معترفٍ بسوء الفَعال، مستغفِرٍ لذنوبه، مستمنِحٍ لغزير النَّوال. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده، لا شريك له ولا مثال. وأشهد أنَّ سيِّدنا محمد بن عبد الله عبدُه ورسوله المتحلِّي بأعظم الخِلال، أرسله رحمةً للعالمين، فبلَّغ ما أُرسلَ به على أبلغ منوال.

اللهمَّ فصلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على هذا النبيِّ الأوَّاه، الذي خصصتَه بالمكانةِ وعلوِّ الجاه: سيِّدنا محمدٍ، وعلى آلِه أفضلِ آل، وعلى أصحابه [الذين] (٢) أقمتَ بهم نصرَه، وشددتَ بهم أزْرَه، وثللتَ بهم عروشَ الضَّلال.

أما بعد ــ أيها الناس ــ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله ــ عبادَ الله ــ في جميع الأقوال والأفعال. وإيَّاكم ومعصيتَه، فإنَّها سبب الطرد والنَّكال.

واعلموا أنما هذه الدنيا سحابةُ صَيف، أو مَرَّةُ طَيف، أو بَشَّةُ ضَيف، أو لَمعةُ سَيف، قريبةُ الزوال. وكيف تنكرون ذلك، وأنتم تشاهدون صدقَه


(١) قارن بالخطبة (٦٠).
(٢) زيادة من الخطبة (٦٠).