للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤١)

[ل ٤٥/ب] الحمدُ لله الذي شرَعَ دينَه القويم، وتكفَّل بحفظه وإظهارِه، وأسَّسَ قواعدَه وشدَّد سواعدَه بتأييد أنصارِه. وحماه عن بوائقِ البِدَع بصرائحِ حُججِه، وكلَأَه من أهوية المتعسِّفين بهدايةِ واضحِ منهجه. ولم يزل يُشيِّد أركانَه ويؤيِّد برهانَه بإقامة الهُداة المثبتين والدعاة الموفَّقين، ليقدَعَ أنوفَ أهلِ البدعِ الشنيعة، ويردعَ أهلَ الزيغِ المعاندين لحقيقة الشريعة.

وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا واحدًا متقدِّسًا عن الأشباه والأشكال، متعاليًا عن الأنداد والأضداد والأمثال، سبحانه وتعالى عما يقوله الملحدون. ولا إله إلا هو كلما وحَّدَه الموحِّدون.

وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيُّه وخليلُه، سببُ الوجود (١)؛ وواسطةُ عِقد المرسلين، وواسطةُ العالمين إلى الربِّ المعبود، صاحبُ اللِّواءِ المعقود والمقامِ المحمود والحوضِ المورود. اللهم فصلِّ وسلِّمْ على نبيِّك ورسولِك سيِّدنا محمدٍ وعلى آله المطهَّرين من الرذائل، وأصحابه المكرَّمين بفواضل الفضائل، وعلى كل من اهتدى بهديه القويم وصراطه المستقيم إلى يوم الدين.

أما بعدُ، فيا إخواني، أوصيكم ونفسي المثقلةَ بتقوى الله، وتحامي الوقوع في حُرَم الله؛ فإنَّ التقوى أساسُ الصلاح، وكنزُ النجاح، وعمدةُ الفوز والفلاح. التقوى ناصرٌ لا يَخذُل، وعزٌّ لا يُذِلُّ، وكنزٌ لا يقِلُّ، ومُعينٌ لا يمَلُّ،


(١) يشير إلى بعض الروايات التي جاء فيها أنه لولا محمد - صلى الله عليه وسلم - ما خلق الله آدم ولا الجنة والنار، ونحوه. وكلها باطلة لا أصل لها.