للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعاجم

بين ما هو ثابت قطعًا، وما فُهِمَ من سياق آية أو حديث أو شعر أو كلام فصيح، وبُيِّن في الثاني مأخذ الاجتهاد، ليتمكن طالب الحق من التمحيص.

٣ - {ثُمَّ أَنَابَ}: قال الراغب (١): "الإنابة إلى الله تعالى: الرجوع إليه بالتوبة وإخلاص العمل".

وتدبُّر مواقع الإنابة في القرآن يقضي بأن بين الإنابة والتوبة فرقًا، فالتوبة تقتضي سبقَ مخالفةٍ لها بال، والإنابة تصدُق بالتوجه إليه سبحانه بعد غفلة، ولو بغير معصية.

٤ - {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي} سؤال المغفرة لا يستلزم سبق معصية، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكثرون من الاستغفار؛ لأنهم لا يأمنون أن يكون وقع منهم شيء من التقصير أو الاشتغال عن ذكر الله عز وجل [ص ٣] ونحو ذلك، وقد قال الله عز وجل لخاتم أنبيائه: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: ٣].

فكان - صلى الله عليه وآله وسلم - يُكثر من قول: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه" كما في "مسند أحمد" (٢)، و"صحيح مسلم" (٣) عن عائشة. والأدلة على هذا المعنى كثيرة.


(١) "مفردات ألفاظ القرآن" (٨٢٧).
(٢) برقم ٢٤٠٦٥ (٤٠/ ٧٥) ورقم ٢٥٥٠٨ (٤٢/ ٣٢٦).
(٣) كتاب الصلاة: باب ما يقال في الركوع والسجود برقم (٤٨٤).