للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعتزلة في تلك القضية وقضايا أخرى تتفرع عن قول جهم. والصواب أن يُنظر في قولهم في القدَر والوعيد، فإن كانوا لا يوافقون المعتزلة فيهما، وهذا هو الظاهر، فهم جهمية ولا ينبغي أن يسمَّوا معتزلة. وقد كان لهم من إعلان ضلالتهم والدعوة إليها إلى أن جرى ما جرى ما لم يكن للمنتسبين إلى عمرو بن عبيد ما يقاربه. وكانوا ينسبون جهميَّتهم إلى أبي حنيفة، وفي روايات غيرهم عنه اضطراب. وقد روى الخطيب من طريق المرُّوذي عن أحمد أنه لم يَثبت عنده أن أبا حنيفة قال: إن القرآن مخلوق، فكأنه قَوِي عنده عدم الثبوت، فترحَّم، إن صح ما رواه الخطيب (ص ٣٢٧)؛ وقوي عنده الثبوت مرةً، فشدَّد، والله أعلم. وعلى كل حال فصدقُ المرّوذي وأمانته وفضله كلمةُ وفاق قبل الأستاذ، كما يعلم من ترجمته في «تاريخ بغداد» (١) وغيره.

٣١ - أحمد بن محمد بن الحسين الرازي.

يأتي مع محمود بن إسحاق (٢) إن شاء الله تعالى.

٣٢ - أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني، إمام أهل السنة.

قال أحمد الدورقي: [١/ ١٦٤] «من سمعتموه يذكر أحمد بسوء، فاتَّهِموه على الإسلام». ومرَّ في ترجمة الخطيب (٣) أن ابن معين بلغه أن


(١) (٤/ ٤٢٣).
(٢) (رقم ٢٤٢).
(٣) (ص ٢٤٢).