عليه قوله:{أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} لأنه في معنى العلة لعدم وجود الماء، أي: أنه علة للاحتياج إلى الماء المتوقف عليه اعتبار عدم وجوده. وهذا كقوله تعالى:{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}[البقرة: ٢٨٢] أمر الله عز وجل باستشهاد المرأتين، وعلَّل ذلك بقوله:{أَنْ تَضِلَّ ... } والعلة الحقيقية هي التذكير لا الضلال، ولكن لما كان الضلال علة للتذكير لأنه عليه يتوقف الاحتياج إليه= قدَّمه قبله وعطف عليه بالفاء.
فإذًا كل من الثلاثة عذر مستقلّ:
١ ــ المرض ٢ ــ السفر ٣ ــ عدم وجود الماء.
فإن قيل: فإن عدم وجود الماء شرط لكون السفر عذرًا.
أقول: نعم، ولكن لمَّا كان الغالب في السفر عدم وجود الماء، أطلق، وبيَّنت السنة المراد (١).