للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤٦)

[ل ٥٢/أ] الحمدُ لله مدبِّرِ الأمور، مدير الدهور بالأيام والشهور، العالم بِما تُخفي الصدور، أحمده حمدًا يُوافي نِعَمه ويكافئ مزيدَه الموفور. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ونبيُّه الذي بالهدى ودين الحق أرسَلَه. اللهمَّ فصلِّ وسلِّم على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم النُّشور.

أما بعد، فأوصيكم ــ عبادَ الله ــ ونفسي الخاطئةَ بتقوى الله، فاتقوا الله ــ عبادَ الله ــ كما حثَّكم [على] (١) طاعتِه، وواظِبوا على عبادته، فإنما خلقكم لعبادته، وباعِدُوا أنفسَكم عن كلِّ محظور.

عبادَ الله، إنَّ ذنوبَنا كثيرة، وخيراتِنا حقيرة، وأعمارَنا قصيرة، وأمامَنا مخاوفُ خطيرة، لا ينجو منها إلَّا كلُّ عبدٍ شكور.

إلى كم نسوِّفُ بالتوبة، والأملُ يَعُوقنا؛ ونواعِدُ أنفسَنا بإصلاح العمل، والأجلُ يسوقنا؛ ولا توبة بعد حلول القبور؟

كأنِّي بك يا ابنَ آدم قد اختطفكَ ما اختطَفَ مَن قبلك، فأبعد عنك مالك [و] (٢) أهلك، فصِرتَ قرينَ عملِك بين التراب والصخور.

فانظُرْ لنفسك قبلَ أن يُطوى كتابُك، وبادِرْ بالمتاب قبلَ أن لا ينفعَك متابُك، وأخلِصْ في أعمالك، فإنَّ خالصَ العمل مبرور.


(١) ساقط سهوًا.
(٢) في الأصل كلمة تشبه "حيث"، وكأنه جزء مما كتبه وضرب عليه.