للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٧٤)}.

فيها التحذير من الرشوة، وفيها دليل على حُرْمة أخذ شيء مقابل بيان ما أنزل الله، سواء أكان ذلك في حكم أو فتوى أو غيرها. وفيها دليل على أن الله تعالى يُكلِّم المؤمنين المتقين يوم القيامة.

هذا، وقد يُدَّعى أن قوله: «الذين» أراد به قومًا معهودين هم اليهود، والسياق يؤيده.

كما قد يقال: إن قوله: {وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} بأن يكتموا حكمَ الله ليأخذوا في مقابل كتمانه ثمنًا، فتكون دلالة الآية خاصةً بالتحذيرِ من أخذِ الرشوة من المبطل ليحكم له بالباطل ويكتمَ الحق، وأخذِ الأجرة من السائل ليفتي بما يوافق هواه في الباطل ويكتمَ الحق, فليتدبر. والله أعلم (١).

* * * *

[قوله تعالى]: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (١٧٥)}.

يريد ــ والله أعلم ــ: فما أصبرهم على الطريقة التي توجب لهم النار.

فإن الإنسان إذا كان على خُطّة يرى أنها تؤدّيه إلى عذاب شديد، فإن نفسه تنازعه إلى تركها وتلحُّ عليه في ذلك، وهواه يمنعه من ذلك ويحملُه على الصبر.


(١) مجموع [٤٦٥٧].