للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢٥)

[ل ٣١] الحمدُ لله الغالبةِ قدرتُه، البالغةِ حجتُه، الواضحةِ محجَّتُه. أحمده حمدَ من عمَّتْه نعمتُه. وأستغفره، وأتوب إليه توبةَ من ألجمَتْه خطيئتُه. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه الذي بالهدى ودين الحق أرسَلَه، فاتَّضحَتْ طريقتُه، وتبيَّنتْ شريعتُه. اللهمَّ فصلِّ وسلِّم على (١) هذا النبيِّ الكريم سيِّدنا محمد، وعلى آله وأصحابه الذين شرَّفَهم اتباعُه وصحبتُه.

أما بعد ــ عبادَ الله ــ فأوصيكم ونفسي بتقواه، فإنَّما الرابحُ في الدنيا والآخرة من اتَّقاه. وأحذِّركم ونفسي معصيتَه، فإنَّما الخاسرُ في الدنيا والآخرة مَن عصاه. هذا شعبان (٢) قد ودَّعناه، وقد علمتم ما أودعناه. فكم من مساوٍ وقبائح، ومخازٍ وفضائح! وهذا رمضان قد حان نزولُه، فبماذا نستقبلُه؟ أترانا نُصِرُّ على مساوينا، ونستمرُّ على مخازينا؟ فإنْ كان ذلك فإنَّها لأجحَفُ خسارة، وأخسَرُ تجارة.

الحديث: روى البيهقيُ في "شعب الإيمان" (٣) عن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال: خطبَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في آخر يومٍ من شعبان، فقال: "يا أيها النَّاسُ، قد أظلَّكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مباركٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهر، جعل الله صيامَه فريضةً، وقيام ليلِه تطوُّعًا. مَن تقرَّب فيه


(١) تكررت في الأصل سهوًا.
(٢) في الأصل: "شوال"، وهو سهو.
(٣) برقم (٣٣٣٦).