للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول: أما الرواية عن كعب فقد ذُكِرَت لهؤلاء ولعمر ولعلي ولابن مسعود كما في «فتح المغيث» للسخاوي (ص ٤٠٥) (١). وعادةُ أهل الحديث أن يقولوا: «روى عن فلان، روى عنه فلان» ولو لم يكن المروي إلا حكاية واحدة، وهذا هو الحال هنا تقريبًا، فإنك لا تجد لهؤلاء عن كعب إلا الحرف والحرفين ونحوها، وكثير من ذلك يأتي ذِكْر كعب فيه عَرَضًا، راجع (ص ٦٩) (٢). وأما روايتهم عن إخوانه، فمن هم؟ راجع (ص ٧٠) (٣).

قال ص ١٢٦: (وكان أبو هريرة الخ).

أقول: ستأتي ترجمة أبي هريرة رضي الله عنه، وتُعْلَم براءته (٤).

قال: (وقد استطاع أن يدسّ من الخرافات والأوهام والأكاذيب في الدين ما امتلأت به كتبُ التفسير والحديث والتاريخ فشوَّهتْها وأدخلت الشك إليها).

أقول: إنما كان كعب يخبر عن صحف أهل الكتاب، وقد عرف المسلمون قاطبةً أنها مغيَّرة مبدَّلة، فكلّ ما نُسِب إليه في الكتب فحكمه حكم تلك الصحف، فإن كان بعضُ الآخذين عنه ربما يحكي قوله ولا يسمِّيه، فغايته أن يُعَدَّ قولًا للحاكي نفسه وقوله غير حجة، وما جاوز هذا من شطحات أبي ريَّة زيَّفته في غير هذا الموضع. (راجع ص ٧٣) (٥).

قال: (تكذيب الصحابة لكعب ... نهى عمر كعبًا عن التحديث ... وقال له: لتتركن الحديث [عن الأُوَل] أو لألحقنك بأرض القِرَدة).


(١) (٤/ ١٦٦ ــ ط الدار السلفية).
(٢) (ص ١٣٥ ــ ١٣٦).
(٣) (ص ١٣٨ ــ ١٣٩).
(٤) (ص ١٩٤).
(٥) (ص ١٤٥).