الأصل كُتب بخط المؤلف، وقد بدأه بالبسملة ثم بقوله: فائدة، وهو في الكشكول الذي تقدم وصفه ويقع من (ص ١٩) إلى (ص ٢٧).
* * * *
الرسالة الحادية عشرة: مناظرة أدبية بين المعلِّمي والسنوسي:
في يوم من أيام عيد الفطر سنة (١٣٣٧ هـ) جرت مذاكرة أدبية وشعرية بين المؤلف وبين الشاعر علي بن محمد بن يوسف السنوسي المتوفى سنة (١٣٦٣ هـ) في مجلس مؤسس دولة الإدارسة ــ وقتئذٍ ــ في صبيا وعسير وهو محمد بن علي الإدريسي المتوفى سنة (١٣٤١ هـ) إذْ كانت له عادة مع الشعراء والأدباء والخطباء حيث يهنئونه بالعيد، فكان السنوسي قد ألقى قصيدةً من بحر المديد تكررت تفعيلاتها أربع مرات، فاعترض المؤلف بأن المديد لا يستعمل إلا مجزوءًا، وأنَّ التربيع هو من صنيع المتأخرين، وأتى بالشواهد في هذا، ثم إنَّ المؤلف بعد هذا تصدَّى لنقد قصيدة السنوسي نقدًا فيه شيء من الشدة حيث عاب عليه تكرار والتزام لفظ (علي) و (ابن علي) في آخر كل بيت، ثم أطال في مسألة الفعل (عدا) من حيث معناه وتعدّيه بحرف الجرّ، وصارت بينه وبين السنوسي مكاتبات في هذه المسألة وطال النقاش بينهما وأدخلوا طرفًا ثالثًا وهو العلَّامة السيد صالح بن محسن الصيلمي، فكأنه رأى أن الحقَّ مع المعلِّمي، واعتذر له السنوسي في آخر المطاف بقصيدة بعثها إليه وطلب منه إصلاح خللها، فأجابه المعلِّمي بعشرة أبيات.
وهذا دليل على سعة صدورهما وسرعة قبولهما الحق، ورجوعهما إلى