أبو سعد الاختباء؛ فظهر وطاوع عمه في الرجوع معه، وكأنه بقي يحاجّ عمه ويوضّح له أنه مضطر إلى الرحلة، وأنّه لا داعي لمنعه من الغربة وحده، ويمكن أن يكون كاتَبَ عمَّه الآخر والوصيّ، فعاد جوابهما بالإذن له. نعم أذن له عمه وهما بطوس، فرجع هو إلى نيسابور وأقام بها سنة كما تقدم شرح ذلك في ذِكْره عمَّه في جملة أهله.
ثم ذهب يطوف في مراكز العلم في الدنيا عدة سنوات، واتسعت رحلته فعمّت بلاد خراسان وأصبهان وما وراء النهر والعراق والحجاز والشام وطبرستان وزار بيت المقدس وهو بأيدي النصارى، وحجَّ مرتين، ومات عمه والوصي عليه بمرو وهو في الرحلة.
* رجوعه إلى وطنه:
في "طبقات الشافعية": "وعاد إلى وطنه بمرو سنة ثمان وثلاثين [وخمسمائة] فتزوج وولد له أبو المظفّر عبد الرحيم ... ".
قال المعلمي: أرّخ ابن نقطة وغيره مولد عبد الرحيم في ذي القعدة من سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، فإمّا أن يكون أبو سعد إنّما رجع إلى مرو أوائل سنة سبع وثلاثين وستمائة، وإمّا أن يكون تزوج وولد له عبد الرحيم في الرحلة.
حاله بعد رجوعه:
في "طبقات الشافعية" عَقِب ما مرّ: "فرحل به ــ يعني بعبد الرحيم ــ إلى نيسابور ونواحيها وبلخ وسمرقند وبخارى، وخَرَّج له معجمًا ثم عاد به إلى مرو، وألقى عصا السفر بعدما شقّ الأرض شقًّا، وأقبل على التصنيف