للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعليق على موضع من «عروس الأفراح»]

في «عروس الأفراح» (ص ٣٦) من مجموعة شروح التلخيص: « ... كقول تلك المرأة بالحديبية:

أيها المائح (١) دلْوي دونكا ... إنِّي رأيت الناس يحمدونكا

وهذا البيت ذكره ابن إسحاق في «السيرة» (٢)، وظاهر كلامه أنه من شعر هذه المرأة. لكن قال ابن الشجري في «أماليه» (٣) أنه لرؤبة، وأنه في مالٍ لا في ماءٍ. فذِكْر الدلْو حينئذ استعارة، وعلى هذا فيُحمل كلام ابن إسحاق على أن المرأة في الحديبية أنشدتْه من كلام غيرها». اهـ.

قلتُ: هذا كلام من يجوِّز أنَّ رؤبة كان شاعرًا قبل وقعة الحديبية، فيكون له صحبة أو إدراك، ولم يذكر أحدٌ ذلك. وأرَّخوا وفاته سنة ١٤٥. وإنما ذكروا أباه في المخضرمين.

فإن قيل: يحتمل أن يكون رؤبة آخر.

قلتُ: إذا أُطلق رؤبة ــ ولاسيَّما في الرجز ــ لم يُعنَ به إلا رؤبة بن العجَّاج المشهور.


(١) في المطبوع: «المادح»، وكتبه المؤلف على الصواب.
(٢) انظر «سيرة ابن هشام»: (٢/ ٣١١).
(٣) (٣/ ١٤٠ - تحقيق الطناحي). وذكر الطناحي في تعليقه أن ابن الشجري تابع القاضي الجرجاني في «الوساطة». وخطَّأ البغداديُّ هذه النسبة في «الخزانة»: (٦/ ٢٠٧). والبيتان لراجز جاهلي من بني أُسيِّد بن عمرو بن تميم. انظر «إصلاح ما غلط فيه النمري» للغندجاني (ص ٧٧ - ٧٨). (الإصلاحي).