للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السوء مثلها". قالوا: إذًا نكثر؟ قال: "الله أكثر" (١)] (٢).

فالمؤمن في دعائه لنفسه مأجورٌ على الدعاء، موعودٌ بما يختاره الله عزَّ وجلَّ له من إعطائه عين ما طلبَه، أوإعطائه ما هو خيرٌ له من مطلوبه.

فطلب الدعاء يشير بأنَّ الطالب حريصٌ على قضاء حاجته، وإن كان الله عزَّ وجلَّ يعلم أنَّه شرٌّ له، وقد كان النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يرشد مَن يطلب منه الدعاء، إلى أنَّ الصبر خيرٌ له.

فمن ذلك: [حديث المرأة السوداء التي أتت النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فقالت: إنِّي أصرع، وإنِّي أتكشَّف فادع الله لي، فقال: "إن شئتِ صَبَرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيك"، فقالت: أصبر، فقالت: إنِّي أتكشَّف، فادع الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها (٣).

ومنه: حديث خباب بن الأَرَتِّ رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله


(١) بيَّض له المؤلِّف، فذكرته.
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ١٨)، والترمذي (٣٥٧٣)، والحاكم (١/ ٦٧٠)، وغيرهم، من أحاديث عدّةٍ، جابر وأبي سعيد الخدري وعبادة بن الصامت وغيرهم رضي الله عنهم.
قال الترمذي: "حسن صحيح"، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (٦/ ٤٤١): "بأسانيد جيّدة"، وصحَّحه الألباني في "السلسلة الضعيفة" تحت الحديث (٤٤٨٣)، وفي "صحيح الأدب المفرد" (٢٦٤).
(٣) أخرجه البخاري (٥٦٥٢) ومسلم (٢٥٧٦) وغيرهما، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.