للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٧)

[ل ٢٠/ب] الحمدُ لله الذي وفَّق مَن اختاره من عباده لطاعته، وأهَّلَ مَن ارتضاه منهم لعبادته، وهدَى مَن أحبَّه لمحبَّته. أحمدُه حمدَ من اعترفَ بوحدانيته، واستيقَنَ بأنَّه المتقدِّس بعزَّته وعظمته.

وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده، لا شريكَ له في ألوهيته، ولا مقاوِمَ له في جبروته وعزَّته. وأشهد أنَّ سيّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسَلَه إلى [كافَّة] (١) خلقه بشيرًا ونذيرًا، وجعَلَه شاهدَ حقٍّ وأمينَ صدقٍ وسراجًا منيرًا.

اللهمَّ فصلِّ وسلِّم وبارِكْ على سيِّدنا محمدٍ نبيِّك المخصوصِ بالكرامة، المشفَّعِ في الخلق يومَ القيامة؛ وعلى آله الذين فرضتَ على الأمة محبتَهم، وأخذتَ علينا الميثاق بالتزامنا مودَّتَهم؛ وعلى أصحابه مفاتيح خزانته، ومصابيح المقتدين به ومتحمِّلين (٢) أمانته.

أما بعدُ، فيا عبادَ الله، أوصيكم ونفسي الخاطئةَ بتقوى الله، فإنَّ التقوى هي العُدَّةُ النافعة، والآلةُ الرافعة، فاتقوا الله ــ عبادَ الله ــ تفوزُوا برضوانه، وتستحقُّوا فضيلةَ عفوه وغفرانه، وتُخَصُّوا برحمته وامتنانه، وتكونوا في المكتوبِ لهم خلودُ جِنانه. فكم فيكم من عيوبٍ واضحة، وذنوبٍ فاضحة، ومساوي قادحة! فلا لأبصاركم تغُضُّون، ولا لأنفسكم تعصُون، ولا للمحرَّماتِ تجتنبون، ولا للفروض تؤدُّون، ولا للسُّنن تتَّبعون، ولا عن الكذب والغيبة والنميمة تحترزون.


(١) انتشر الحبر فلم يظهر ما بين المعكوفين إلا الهاء.
(٢) كذا، ومقتضى السجع: "ومتحمِّلي أمانتِه".