[ل ٣٦/ب] الحمدُ لله الصادق وعدُه بنصر مَن نَصَره، المؤيِّدِ دِينَه بتدميرِ مَن بدَّله وغيَّره؛ أحمدُه كما ينبغي أن نحمدَه ونشكُرَه. وأشهدُ ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، أهلُ الفضل والمغفرة. وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أكرمُ مَن وحَّدَه وكبَّره. اللهمَّ فصلِّ وسلِّمْ على نبيِّك محمد، وعلى آله وعترته المطهَّرة، وعلى أصحابه الكرام البَرَرَة.
أما بعدُ ــ عبادَ الله ــ فإنَّ تقوى الله هي العروةُ الوثقى لمن يعتصم، والغنيمةُ الكبرى لمن يغتنِم، وإنَّ معصيته هي الشقاء الأكبر والعذابُ الأخطر. فعليكم بطاعته فإنَّها هي جَنَّةُ النعيم، وإيَّاكم ومعصيتَه فإنَّها هي نارُ الجحيم. وإنَّما الدنيا مزرعةُ الآخرة وطريقٌ إلى القيامة، والآخرةُ هي دار الإقامة: إمَّا في نعيم مقيم، وإمَّا في خسران وندامة. فمن أحبَّ أن ينظر حالتَه بعدَ الموتِ في القبر والبرزخ والمحشر، فلينظر إلى عمله: أقبَلَ أو أدبَرَ. فإن حسُن عملُه فهو إلى الخير والسعادة، والحسنى وزيادة. وإنْ ساءَ فهو إلى الشقاء والهوان، والويل والخسران.
ألا، وإنَّ حسنَ العمل هو المواظبةُ (١) على الصلوات والجُمَع والجماعات، والمحافظةُ على شروطها وواجباتها ومندوباتها، واجتنابُ مُبطلِاتها ومكروهاتها؛ وإيتاءُ الزكوات بأماناتها، وحفظُ الألسُنِ عن زَلَّاتها؛ والمداومةُ على كتاب الله وذكرِه، واجتنابُ فُحْشِ الكلام وهُجْرِه؛ وحفظُ القلوب عن أدوائها، والجوارحِ عن أسوائها؛ والإخلاصُ لله تعالى في